للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال بعض أهل المعاني: لا يجوز هذا؛ لأنه لا يقال: لله عمر، وإنما هو أزلي. ذكره الزهراوي) انتهى.

وابن القيم - رحمه الله تعالى - قد استعملها في مواضع من كتبه كقوله في روضة المحبين:

(ولعمري لقد نزع أبو القاسم السهيلي بذنوب صحيح) اهـ.

وفي (زاد المعاد) :

(ولعمري ما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارة عيسى بمحمد - صلى الله عليه وسلم -) اهـ.

وللشيخ حماد الأنصاري المدني رسالة باسم (القول المبين في أن لعمري ليست نصاً في اليمين) .

والتوجيه أن يقال: إن أراد القسم منع، وإلا فلا، كما يجري على اللسان من الكلام مما لا يراد به حقيقة معناه، كقوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((عقرى حلقى)) الحديث. والله أعلم.

لعن الله الشيطان: (١)

مضى في حرف التاء: تعس الشيطان.

لعن الله كذا: (٢)

اللعن هو لغة: الطرد والإبعاد. وفي الشرع: الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى -.

والأصل الشرعي: تحريم اللعن، والزجر عن جريانه على اللسان، وأن المسلم ليس بالطعان ولا اللَّعَّان، ولا يجوز التلاعن بين المسلِمين، ولا بين المؤمنين، وليس اللعن من أخلاق المسلمين ولا أوصاف الصديقين، ولهذا ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لعْنُ المسلم كقتله)) متفق عليه. واللَّعَّان قد جرت عليه نصوص الوعيد الشديد؛ بأنه لا يكون شهيداً، ولا شفيعاً يوم القيامة، ويُنهى عن صحبته، ولذا كان أكثر أهل النار: النساء؛ لأنهن يُكثرن اللعن، ويكفرن العشير. وأن اللعان ترجع إليه اللَّعْنةُ، إذا لم تجد إلى من


(١) (لعن الله الشيطان: السلسلة الصحيحة. رقم / ٢٤٢٢.
(٢) (لعن الله كذا: الصمت وآداب اللسان: ص/ ٤٣١ - ٤٤٠. الآداب للبيهقي. ص/ ١٧٦ - ١٨٠. مرويات اللعن في السنة للشيخ / باسم بن فيصل الجوابرة. وقد اعتمدت عليه في تلخيص جُلّش ما ذكرت ,

<<  <   >  >>