((الفِعْلة)) من جهة قوة الباعث: الحب والشهوة للذكران، انظر إلى قول الله - تعالى - عن قوم لوط في تقريعه ولومه لهم -: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}[لأعراف:٨١] ، فقوله:((شهوة)) فيه معنى الحب الذي هو من معاني ((لَوَطَ)) ؛ ولهذا صار:((لُوْط)) اسم علم من لاط بالقلب، أي: لصق حبه بالقلب.
هذا من جهة قوة الباعث على الفعل:((الحب)) وكذا من جهة: ((الفعل)) الذي فيه إلصاق، وإلزاق، كما تقول العرب: لاط فُلان حوضه، أي:((طيَّنَّة)) .
وفي الصحيحين، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً:((.... ولتقُوْمنَّ الساعة وهو يُليط حوضه فلا يُسقى فيه)) .
فتأيَّد هذا الاشتقاق لغة، ولم يمتنع هذا الإطلاق ((اللواط)) على هذه الفِعلة الشنعاء، ((واللوطي)) على فاعلها. وقد أجمع على إطلاقها العلماء من غير خلاف يُعرف. فالفقهاء يعْقِدون أحكام اللواط، واللوطية، في مصنفاتهم الفقهية، والمفسرون في كتب التفسير، والمحدثون في شرح السنة، واللغويون في كتب اللغة.
وفي الرجل يأتي المرأة في دبرها، أطلق عليه:((اللوطية الصغرى)) فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعاً، وموقوفاً:((هي اللوطية الصغرى)) أخرجه أحمد، وعبد الرزاق، والبزار، والنسائي في: عشرة النساء، والطبراني في:((الأوسط)) والبيهقي في: ((السنن الكبرى)) و ((جامع شعب الإيمان)) .
وكلمة الحفاظ على إعلاله مرفوعاً، وأنه عن ابن عمر من قوله. إذا كانت مدابرة الرجل للمرأة تُسمى في لسان الصحابة - رضي الله عنهم -: ((لوطية صغري)) فلازم هذا أنهم كانوا يطلقون على هذه: ((الفاحشة)) اسم ((اللواط)) أو: ((اللوطية الكبرى)) . وانظر الآثار عنهم - رضي الله عنهم - وعن التابعين في:((روضة المحبين: ٣٦٢ - ٣٧٢)) .
وقد سمى الله - سبحانه - هذه الفِعْلة:((فاحشة)) في قوله تعالى: