كما سمى:((الزنا)) : ((فاحشة)) فقال - سبحانه:{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}[الاسراء:٣٢] .
وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عمل قوم لوط)) في أحاديث منها حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((من وجدتموه يعمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
وقد اختلفت تراجم المحدثين فالترمذي - مثلاً - قال:((باب ما جاء في حد اللوطي)) .
وأبو داود، وابن ماجه، قالا:((باب فيمن عمِل عَمَلَ قوم لوط)) .
ومثله اختلاف أسماء مؤلفاتهم في ذلك: فكتاب ((ذم اللواط)) للهيثم بن خلف الدوري، المتوفى سنة (٣٠٧ هـ) وكتاب: ((القول المضبوط في تحريم فعل قوم لوط)) لمحمد بن عمر الواسطي، المتوفى سنة (٨٤٩ هـ) على أن الراغب الأصفهاني، المتوفى سنة (٥٠٢ هـ) قد حلَّ هذا الإشكال في كتابه: ((المفردات)) : ص/ ٤٥٩ فقال: ((وقولهم: تلوّط فُلان، إذا تعاطى فِعل قوم لوط، فمن طريق الاشتقاق، فإنه اشتق من لفظ: لوطٍ، الناهي عن ذلك لا من لفظ المتعاطين له)) انتهى.
ثم لهذا نظائر في الحقائق الشرعية مثل لفظ:((الإسرائيليات)) وإسرائيل هو: يعقوب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قال:((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) .
ومثل لفظ:((القدرية)) نسبة إلى القدر، ومذهبهم، الباطل نفيه، فيقولون: لا قدر والأمر أُنُف.
ومثل ما جاء في تعبد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء؛ إذ جاء بلفظ:((يتحنَّثُ في غار حِراء)) ومعلوم أن: ((الحنث)) الإثم، ومواطنه، فيزاد: تعبد معتزلاً مواطن الإثم. وهكذا في أمثالها كثير.