للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: ((لولا أنت ما اهتدينا....)) الحديث.

ثم بيّن الحافظ - رحمه الله تعالى - موقع الحديث من الترجمة فقال: (إن هذه الصيغة إذا علَّق بها القول الحق لا يمنع، بخلاف ما لو علق بها ما ليس بحق، كمن يفعل شيئاً فيقع في محذور فيقول:

لولا فعلت كذا ما كان كذا، فلو حقق لعلِم أن الذي قدره الله لابد من وقوعه سواء فعل أم ترك، فقولها واعتقاد معناها يفضي إلى التكذيب بالقدر) اهـ من فتح الباري.

لولاه لسُرِقْنا: (١)

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (إن أحدكم ليشرك حتى يشرك بكلبه، يقول: لولاه لسُرِقنْا الليلة) رواه ابن أبي الدنيا، وفي سنده مبهم.

لِيْ:

انظر في حرف الألف: أنا.

لي رب ولك رب:

هذا لفظ يفيد في ظاهره التعدد، وهو كفر محض، ويظهر أن من يقوله من جهلة المسلمين - عند اللجاج والغضب - يريد: ربي وربك الله، فلا تتعالى عليَّ، وهو مراد بعيد، واللفظ شنيع فليجتنب.

وليقل العبد: {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} [الشورى: من الآية١٥] . ونحو: ((الله ربي وربكم)) كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} [آل عمران: من الآية٥١] .

ليس كذا: (٢)

عن شعيب قال: كان أبو العالية يقرئ الناس القرآن، فإذا أراد أن يغير لم يقل: ليس كذا وكذا، ولكنه يقول: اقرأ آية كذا. فذكرته لإبراهيم فقال: أظن صاحبكم قد سمع أنه من كفر


(١) (لولاه لسُرِقْنا: الصمت وآداب اللسان ص/ ٤٢٢، رقم / ٣٥٩. وانظر: تفسير القرطبي ٩/ ٢٧٣، لقوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} . وشرح الإحياء ٧/ ٥٧٥.
(٢) (ليس كذا: المصنف ١٠/ ٥١٣، رقم ١٠١٥٨. التبيان في آداب حملة القرآن.

<<  <   >  >>