للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحرف منه فقد كفر به كله.

رواه ابن أبي شيبة في آثار أُخر ترجمها بقوله:

(من كره أن يقول إذا قرأ القرآن: ليس كذا.

ليس إلا الله: (١)

هذا من أذكار ابن سبعين وأمثاله من الملاحدة، يقولون في أذكارهم: ليس إلا الله، بدل قول المسلمين: لا إله إلا الله. لأن معتقدهم أنه وجود كل موجود، فلا موجود إلا هو، والمسلمون يعتقدون أن الله هو المعبود الحق دون سواه. فهذا الذِّكر من شطحات ابن سبعين وأصحابه من أهل وحدة، بدل قول المسلمين: (لا إله إلا الله) .

ولذا كان يقال لهم: ((الليسية)) . ولهم نحوها من العبارات المعلنة للكفر، والزندقة، الشيء الكثير، منها ما في (فصوص الحكم) وغيره. وقد أتى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - على ذكر جملة كبيرة منها، وفند الرد عليها، وكشف مافيها من كفر وضلال بتحقيق فائق.

وأكثر هذه الألفاظ في: الجزء الثاني من الفتاوى وفي مواضع من بقية الأجزاء، وهي في فهرسها على ما يلي: ٣٦ / ٣٤ - ٣٦، ٣٩، ٨٥، ٨٨.

وقد تحاشيت عن ذكر الألفاظ دون ذكر الرد عليها، وذكرهما معاً يطول؛ لهذا اكتفيت بهذه الإشارة، وقلَّ أن يعرض لطالب العلم عبارة لهؤلاء القوم إلا ويجد دحضها في المرجع المذكور. والله الموفق.

ليس على المخلوقين أضر من الخالق: (٢)

هذه من شطحات ابي طالب المكي صاحب ((قوت القلوب)) فعن ابن العلاف: أنه وعظ ببغداد، وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: - العبارة أعلاه - فبدعه الناس وهجروه.


(١) (ليس إلا الله: الفتاوى ٧/ ٥٩٥ - ٥٩٦.
(٢) (ليس على المخلوقين أضر من الخالق: تاريخ بغداد ٣/ ٨٩. الوافي ٤/ ١١٦.

<<  <   >  >>