أسماء الله تعالى مثل:((مسجد الرحمن)) ، ((مسجد القدوس)) ، ((مسجد السلام)) ، ومعلوم أن الله سبحانه قال وقوله الفصل:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}[الجن:١٨] . فالمساجد جميعها لله تعالى بدون تخصيص، فتسمية مسجد باسم من أسماء الله ليكتسب العلمية على المسجد أمر محدث لم يكن عليه من مضى، فالأولى تركه. والله الهادي إلى سواء السبيل) انتهى.
قال البخاري - رحمه الله - في صحيحه:
((باب: هل يُقال: مسجد بني فلان؟)) .
ساق بسنده عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل التي أُضمرت من الحيفاء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمَّر من الثنية إلى مسجد بني زُريق. وأن ابن عمر كان فيمن سابق بها) .
ومن كلام ابن حجر على هذا الحديث يستفاد أن الجمهور على الجواز، والخلاف للنخعي فيما رواه ابن أبي شيبة عنه: أنه كان يكره أن يقول: مسجد بني فلان، ويقول: مصلى بني فلان؛ لقوله تعالى:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} .
وجوابه: أن الإضافة في مثل هذا إضافة تمييز لا تمليك. والله أعلم.
ومسجد بني زريق: وهو ما يُسمى الآن بمسجد السبق وهو في شمال المناخة. ولا يزال المسجد قائماً تصلى فيه الجمعة والجماعة.
ومن منَّة الله تعالى عليَّ أن أول خطبة للجمعة أديتها كانت في هذا المسجد عام ١٣٨٩ هـ، ومن بعده في المسجد النبوي الشريف منذ ١٥ / ٨ / ١٤٩٢ هـ، فلله الحمد على ما أنعم وتفضل.