للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلام- لم يطمعا في ذلك أصلاً، وإنما كذبهما عدو الله وغرَّهما، وخدعهما، بأن سمَّى تلك الشجرة شجرة الخلد، فهذا أول المكر والكيد.

ومنه ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تُحب النفوس مسمياتها، فسموا الخمر: أم الأفراح.

وسموا أخاها بلقيمة الراحة.

وسموا الربا بالمعاملة.

وسموا المكس بالحقوق السلطانية.

وسموا أقبح الظلم وأفحشه: شرع الديوان.

وسموا أبلغ الكفر، وهو جحد صفات الرب: تنزيهاً.

وسموا مجالس الفسوق: مجالس الطيبة.

فلما سماها: ((شجرة الخلد)) قال: ما نهاكما عن هذه الشجرة إلا كراهة أن تأكلا منها، فتخلدا في الجنة، ولا تموتا، فتكونا مثل الملائكة الذين لا يموتون....) إلى آخر كلامه - رحمه الله تعالى -.

وانظر: إلى تقلب المرابين، بأنواع الحيل، فبالأمس يسمون: ((الربا)) : معاملة. و ((المكس)) : شرع الديوان - كما يأتي في حرف الشين - وفي عصرنا يسمون: ((الميسر)) : اليانصيب، بل هو شرُّ منه، كل هذا؛ لإبعاد المفاهيم عن حقيقة ما حرمه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

المعبود واحد وإن كانت الرق مختلفة: (١)

هذه مقولات دعاة ((مجمع الأديان)) في القديم، والحديث، فهي تتضمن أن الديانة النصرانية، واليهودية، المبدلتين المنسوختين موصلتان إلى الله تعالى، وهذا عين الكفر، والضلال، فدين الإسلام ناسخ لجميع الأديان. وهو من المعلوم من الدين بالضرورة.

معدن أسرارك:

مضى في حرف الطاء: طه.


(١) (المعبود واحد: اقتضار الصراط المستقيم ص / ٢١٥.

<<  <   >  >>