للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضعف رواية أبي داود في الجمع بينهما باللفظ المنهي عنه، وبهذا تجتمع السنن وينتفي ما ظاهره التعارض. والله أعلم.

وعلى القول بصحة رواية ابن مسعود في حديث الحاجة، ونحوه حديث أنس بلفظه - صلى الله عليه وسلم -: ((ومن يعصهما)) فهذا من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - فيجوز له ذلك دون من سواه، فإن منصبه - صلى الله عليه وسلم - لا يتطرق إليه إيهام التسوية. بخلاف غيره فاقتضى التخصيص كما في حاشية السندي على ((سنن النسائي)) نقلاً عن العز بن عبد السلام. والله أعلم.

وفي: طرح التثريب ٢/ ٢٤ في حديث عمر - رضي الله عنه - المشهور: ((إنما الأعمال بالنيات)) وفيه: ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله....)) الحديث، قال:

(لم يقل في الجزاء: فهجرته إليهما، وإن كان أخصر، بل أتى بالظاهر فقال: فهجرته إلى الله ورسوله، وذلك من آدابه - صلى الله عليه وسلم - في تعظيم اسم الله أن يُجمع من ضمير غيره، كما قال للخطيب: ((بئس خطيب القوم أنت)) حين قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، وبيَّن درجة الإنكار فقال له: ((قل: ومن يعصِ الله ورسوله. وهذا يدفع قول من قال: إنِّي أُنكر عليه وقوفه على قوله: ومن يعصهما، وقد جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما..........) إلخ.

مناة:

اسم صنم في الجاهلية، مأخوذ من اسم الله: المنان.

انظر في حرف العين: العزى. و: عبد المطلب.

المنتقم: (١)

ليس من أسماء الله سبحانه وتعالى، وإنما جاء في القرآن مقيداً في آيات، منها قوله: تعالى: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}


(١) (المنتقم: مجموع الفتاوى ٨/ ٩٦. الألفاظ الموضحات لأخطاء دلائل الخيرات، للدويش ٢/ ١٣ - ١٤.

<<  <   >  >>