في ((الزاد)) في سياق هديه - صلى الله عليه وسلم - في حفظ المنطق واختيار الألفاظ:
(ومن هذا قوله للخطيب الذي قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى: ((بئس الخطيب أنت)) .) اهـ.
وهذا الحديث رواه مسلم في كتاب الجمعة، وأبو داود في كتاب الصلاة: باب الرجل يخطب على قوس، وأحمد في مسنده ٤/ ٢٥٦، ٣٧٩ بإسناده عن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - أن رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بئس الخطيب أنت؛ قل: ومن يعص الله ورسوله)) اهـ. وهكذا عند مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه، فهذا الحديث نص في منع الجمع بين اسم الله تعالى واسم رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالتكنية نحو:(ومن يعصهما) لما يوهم من التسوية، وفي هذا إتمام حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - لجناب التوحيد.
لكن جاء في حديث الحاجة من رواية ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تشهد قال:((الحمد لله نستعينه ... إلخ قوله: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً)) .
وذكره ابن القيم في: زاد المعاد، وعزاه لأبي داود، لكن في سنده أبو عياض المدني وهو مجهول. وقد صحَّ الحديث من وجوه أُخر، وليس فيه هذا اللفظ، رواه جماعات منهم عبد الرزاق في المصنف وأحمد في مسنده، والنسائي والترمذي وابن ماجه، في سننهم، والطحاوي في مشكل الآثار ١/ ٤.
فثبت من هذا صحة حديث المنع بهذا اللفظ (ومن يعصهما) وأنه يُقال: ((ومن يعصِ ورسوله فقد غوى))