وكان النوويُّ - رحمه الله تعالى - يكرهُ تلقيبهُ بمُحيي الدِّين، وشيخُ الإسلام ابنُ تيمية - رحمه الله تعالى - يكْرهُ تلقيبهُ بتقيِّ الدِّين، ويقولُ:((لكنَّ أهْلي لقَّبوني بذلك فاشتهر)) .
وقد بيَّنْتُ ذلك في ((تغريب الألقاب)) .
وأوَّلُ منْ لُقِّب في الإسلامِ بذلك هُو بهاءُ الدَّولةِ ابنُ بُويْه (رُكْن الدِّين) في القرن الرابع الهجري.
ومن التَّغالي في نحوِ هذه الألقابِ: زين العابدين، ويختصرونه بلفظ (زيْنل) وقسَّام علي، ويختصرونه بلفظ:(قسْملي) .
وهكذا يقولون - وبخاصَّةٍ لدى البغادِدة - في نحو: سعدِ الدِّينِ، عِزِّ الدِّينِ، علاءِ الدِّينِ: سعْدي، عِزِّي، علائي.
والرَّافضةُ يذكرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمَّى عليَّ بن الحسين ابن عليِّ بن أبي طالبٍ - رحمه اله تعالى -: سيِّد العابدينَ، وهذا لا أصل لهُ؛ كما في:((منهاج السُّنة)) (٤/ ٥٠) ، و ((الموضوعات)) لابن الجوزي (٢/ ٤٤ / ٤٥) ، وعلي بن الحسين من التابعين، فكيف يسمِّيهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بذلك؟! فقاتل اللهُ الرَّافضة ما أكذبهُمْ وأسخف عقولهُم!
ومن أسوإ ما رأيتُ مِنها التسميةُ بقولِهم: جلب الله؛ يعني: كلب الله! كما في لهجة العراقيين، وعند الرَّافضة منهم يسمُّونه: جلب علي؛ أي: كلب علي! وهم يقصدون أنْ يكون أميناُ مثل أمانةِ الكلبِ لصاحبهِ.
٩. وتُكرهُ التسميةُ بالأسماءِ المركَّبِةِ؛ مثل: محمَّد أحمد، محمد سعيد، فأحمد مثلاً هو الاسم، ومحمدُ للتبرُّك..... وهكذا.
وهي مدعاةٌ إلى الاشتباهِ والالْتباسِ، ولذا لم تكُنْ معروفةً في هدْيِ السَّلف، وهي مِن تسمياتِ القُرونِ المُتأخِّرةِ؛ كما سبقتِ الإشارةُ إليه.
ويُلحقُ بها المضافةُ إلى لفظِ (الله) ؛ مثل: حسب الله، رحمة الله، جبرة الله؛