للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهم يستعملون هذه اللفظة في الدعاء للميت، مريدين استعظام موته، والدعاء له بأن يبقى ذِكره.

والإسلام قد نهى عن التشبه بالجاهليين، فليجتنب.

لا تحله الحوادث: (١)

للجهمية في هذا الإطلاق مراد فاسد، كشفه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -، مع ألفاظ أُخر أبان عن مرادهم فيها. في كتاب الحافل: ((درء تعارض العقل والنقل)) .

لا سمح الله: (٢)

من المستعمل في الوقت الحاضر، ولم أره عند من مضى، وظاهر أنه تركيب مولد، يريدون: لا قدر الله ذلك الأمر. والوضع اللغوي لمادة ((سمح)) لا يساعد عليه، والله أعلم.

لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة:

هذه المقولة: علْمنةٌ مكشوفة، نظير مناداتهم بفصل الدين عن الدولة. فهي نظرة إلحادية؛ لإقصاء تحكيم الشرع الإسلام المطهر عن كراسي الولاة، والقضاء به بين الناس. فالسياسة العادلة على رسم الشريعة المطهرة مرتبطة بالدِّين ارتباط الروح بالبدن، سواء كانت في سياسة الوالي وتدبيره للحكم مع من ولاَّه الله عليهم، أم مع الكافرين من حربيين، وذميين، ومعاهدين.

ومن تأمل سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرة الخلفاء الراشدين وجدها جارية على إقامة العدل والسياسة في أُمور الناس في دينهم ودنياهم.

وهذا في السياسة الإسلام العادلة. لا في سياسة المكر والغدر ونقض العهود، والخيانة، والجور، والظلم، فإن الإسلام منها براء. والله أعلم.


(١) (لا تحله الحوادث: درء تعارض العقل والنقل ٢ / ١٠ - ١٢.
(٢) (لا سمح الله: وانظر مادة سمح في تاج العروس ٦ / ٤٨٤ - ٤٨٧.

<<  <   >  >>