والمسلمون: أهل السنة، يعتقدون ويثبتون أن القرآن كلام الله - تبارك وتعالى - لا يزيدون على ذلك. فلما واجهت الجهمية الأُمة ببدعة القول بخلق القرآن وشايعهم المعتزلة على هذه المقولة الكفرية فقالوا عن القرآن:((مخلوق)) . رد عليهم علماء السلف بالنفي والإنكار فقالوا:((القرآن كلام الله غير مخلوق)) .
وإلى هذه الحقيقة أشار الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - كما في ((مسائله)) رواية أبي داود عنه: (ص/ ٢٦٣ - ٢٦٤) ؛ إذ سُئِل عن الواقفة الذين لا يقولون في القرآن إنه مخلوق أو غير مخلوق، هل لهم رخصة أن يقول الرجل ((كلام الله)) ثم يسكت؟ قال: ولِم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا لأي شيء لا يتكلمون؟) انتهى.
* بأبي وأُمي:(١)
الذي عليه كلمة جماعة أهل العلم والتحقيق أن هذا اللفظ، وقولهم:((جعلني الله فداك)) وقولهم: ((نفسي لك الفداء)) ، لا كراهة فيها فتجوز التفدية فيها لمسلم. ودليل اللفظ الأول: تفيد النبي - صلى الله عليه وسلم - لسعد، وللزبير - رضي الله عنهما - وتفديه أبي بكر - رضي الله عنه -، وأبي ذر وطلحة، ورافع بن خديج، للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وغيرها.
ودليل اللفظ الثاني: من بريدة - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم -. رواه البخاري في:((الأدب المفرد)) .
ودليل اللفظ الثالث: من أنس
(١) (بأبي وأُمي: بغية الرائد للقاضي عياض ص/ ١٧١ - ١٧٤. بدائع الفوائد ٣/ ٢١٢. غذاء الألباب ١/ ٢٥٦. سير أعلام النبلاء ٦/ ٣٤٨. الأذكار للنووي مع شرحها ٧/ ١٢٣. شرح مسلم ١/ ١٩٦. فتح الباري ١٠ / ٥٦٩. الأدب المفرد مع شرحه ٢/٢٦٧، ٢٧٠. اقتضاء الصراط المستقيم ص/١٠. بدائع الفوائد ٤/ ٨٠ ١٢٢. ومسنده أحمد. وجامع الترمذي. فتح الباري ٤/ ٢٢٦. الفتاوى الحديثية ص/٦٦. الآداب الشرعية: ١/ ٣٩١ - ٣٩٢. تهذيب الآثار لابن جرير الطبري مسند علي - رضي الله عنه -: ١٠٦ - ١٠٤. وهو مهم؛ لذكره آثار الجواز والمنع.