فقول القائل: وجدت كذا صدفة، أي بدون سابق بحث، أو فلاناً بدون سابق ميعاد، ومنه:((رُبَّ صدفة خير من ميعاد)) لا محذور فيه.
وهي عبارة منتشرة كثيراً في السنة النبوية كما في حديث ساعة الإجابة:((لا يصادفها عبد مؤمن إلا غفر له)) ، وغيره من الأحاديث.
لكن اعتراه المحذور عند بعضهم؛ لما نشأ القول بالصدفة، أي: وقوع الأشياء صدفة بدون سابق قدرة الله، وتقديره لوقوعها، ومشيئته - سبحانه - إلا أن هذا القول الفاسد يبقى في زاوية الهجران، لا يقضي على ألفاظ النبوة، وما جرى عليه اللسان العربي، والله أعلم.
* صفات الله - تعالى -: (١)
شذَّ الإمام ابن حزم الظاهري - رحمه الله تعالى - فأنكر إطلاق لفظ:((الصفات)) على الله - تعالى - فقال:((هذه لفظة اصطلح عليها أهل الكلام من المعتزلة، ومن تبعهم، ولم تثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه....)) انتهى.
وهذا مردود بما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في سورة:((قل هو الله أحد)) : ((صفة الرحمن)) رواه البخاري.
والله سبحانه يقول:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .
وإثبات الأسماء يلزم منه إثبات الصفات؛ لأنه إذا ثبت أنه - سبحانه - حي، ثبت له صفة الحياة. وهكذا.
وقد أطال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في بيان شذوذ ابن حزم فيما ذهب إليه، وساق من النصوص ما يؤيد ما عليه الناس سلفاً وخلفاً من إطلاق هذا اللفظ، وأنه لا يُوصف الله - سبحانه - إلا بما ثبت في الوحيين. والله أعلم.
(١) (صفات الله - تعالى -: فتح الباري: ١٣ / ٣٥٦ - ٣٥٧. مدارج السالكين: ٣/ ٣٤٦.