للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخطأ:

حكم قولها للمجتهد.

يأتي تفصيل القول فيها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في حرف الكاف: كل مجتهد مصيب.

وخلاصته: أن لفظ الخطأ فيه إجمال مانع من فهم المراد: فلفظ الخطأ قد يُراد به الإثم، وقد يُراد به عدم العلم.

أخطئ مع الناس ولا تصب وحدك: (١)

ومثله عند أهل اللغة: خطأٌ مشهور خيْرٌ من صواب مهجور.

وكلاهما خطأ، فالحق أحق أن يتبع، فكن مع الحق وإن كنت وحدك، فليست العبرة بكثرة السالكين، وإنما العبرة بمن كان على الصراط المستقيم.

ادْعُ لنا: (٢)

الأصل جواز طلب المسلم الدعاء له من مسلم آخر؛ لأنه أمر في مقدور المخلوق، كما بَّينه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في مواضع من ((الفتاوى: ١/١٣٢، ١٣٣، ٣٢٦، ٣٢٩)) .

ويدل لهذا الأصل، حديث إجابة المؤذن: وفيه: ((ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله)) الحديث، رواه مسلم. وحديث عمر - رضي الله عنه - في خبر أويس المرادي القرني وفيه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر - رضي الله عنه -: ((فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) . رواه مسلم.

وأما حديث عمر - رضي الله عنه - قال: استأذنت النبي - صلى الله عليه وسلم - في العمرة، فأذِن لي، وقال: ((أشركنا يا أخي في


(١) (أخطئ مع الناس........: الاعتصام للشاطبي.
(٢) (ادْعُ لنا: الاعتصام للشاطبي ٢٣ - ٢٤ مهم. الفتاوى ١١ / ١١١، وفيه تعليل لطيف فلينظر. فهرسها ٣٦/٥ مهم. ضعيف الجامع ٦/٧٨. مشكاة المصابيح ٢/ ٦٩٥. شرح حديث: ما ذئبان جائعان، ص٥٥ - ٥٦.

<<  <   >  >>