للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرْغم الله أنفك: (١)

أما قول المسلم لها لنفسه، أو في حق مسلم، فقد قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:

(قال يحيى بن إبراهيم الطليطلي -المتوفى سنة (٢٥٩هـ) -في كتاب: ((سِير الفقهاء)) وهو كتاب جليل غزير العلم:

حدَّثني عبد الملك بن حبيب، عن عبد الله بن المغيرة، عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كانوا يكرهون قول الرجل: يا خيبة الدهر، وكانوا يقولون: الله هو الدهر.

وكانوا يكرهون قول الرجل:

رغم أنْفِي الله ُ، وإنما يرغم أنف الكافر.

وكانوا يكرهون قول الرجل: لا والذي خاتمه على فمي، وإنما يختم على فم الكافر.

وكانوا يكرهون قول الرجل: والله حيث كان، أو: أن الله بكل مكان) انتهى.

لكن هذا اللفظ جار على لسان السلف، منهم عائشة - رضي الله عنها - قالته لرجل، كما في صحيح البخاري.

قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -:

(فيه إطلاق الدعاء بلفظ لا يقصد الداعي إيقاعه بالمدعو به؛ لأن قول عائشة: أرغم الله أنفك، أي ألصقه بالتراب، ولم ترد حقيقة هذا، وإنما جرت عادة العرب بإطلاق هذه اللفظة في موضع الشماتة بمن يقال له) انتهى.

فيكون محل النهي عند إرادة المدعو به. والله أعلم.

وأنظرها في حرف الألف من الملحق.

أريج:

يأتي في حرف الواو: وصال.


(١) (أرْغم الله أنفك: اجتماع الجيوش الإسلامية: ص/ ٤٧ - ٤٨. فتح الباري: ٧/ ٥١٣ - ٥١٥. وتأتي في الملحق.

<<  <   >  >>