وقال الذهبي في تلخيصه للمستدرك مُتعقِّبا قول الحاكم «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»: بل هو فيما أعتقد من وضع ضرار. ا. هـ وكذلك حكم الألباني في السلسلة الضعيفة (١٠/ ٥١٥، رقم ٤٨٩١) على الحديث بأنه موضوع. وللحديث طريق آخر عن أنس، ليس بأحسن حالا من سابقه، أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ٦٣ - ٦٤) وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٢/ ٣٠٣)؛ من طريق القاسم بن جندب، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أنس! اسكب لي وضوءا»، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: «يا أنس! أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين». قال أنس: قُلتُ: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، وكتمته إذ جاء علي، فقال: «من هذا يا أنس؟» فقُلتُ: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله! لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل! قال: «وما يمنعني وأنت تؤدى عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟». وفي إسناد هذا الطريق: إبراهيم بن محمد بن ميمون، ترجم له الذهبي في الميزان (١/ ١٨٩ - ١٩٠) وقال: روى عن علي بن عابس خبرا عجيبا. وزاد الحافظ في اللسان (١/ ٣٥٨): والحديث: قال هذا الرجل: ثنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم بن جندب، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحديث المذكور. قال الحافظ: وذكره الأزدي في الضعفاء، وقال أنه منكر الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أنه كندي، وأعاده المؤلف (يعني الذهبي) في ترجمة إبراهيم بن أبي محمود، وهو هو، فقال: