والحاصل أن ذكر أهل البيت في مقابل القرآن في هذا الحديث كذكر سنة الخلفاء الراشدين مع سنته صلى الله عليه وسلم في قوله: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين». قال الشيخ علي القاري (١/ ٢٥٢): فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي، فالإضافة إليهم، إما لعملهم بها، أو لاستنباطهم واختيارهم إياها. ا. هـ - قوله: «فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض». قال بعض العلماء: هذا فيه دليل على أن إجماع العترة (آل البيت) حجة، وأنهم جميعا لا يجتمعون على ضلالة، لكن العترة هم: بنو هاشم كلهم؛ ولد العباس، وولد علي، وولد الحارث بن عبد المطلب، وسائر بني أبي طالب وغيرهم، وعلي وحده ليس هو العترة، وسيد العترة هو رسول الله صلى الله عليه و سلم. ويبين ذلك: أن علماء العترة كابن عباس وغيره لم يكونوا يوجبون اتباع علي في كل ما يقوله، ولا كان علي يوجب على الناس طاعته في كل ما يفتي به، ولا يعرف أن أحدا من أئمة السلف، لا من بنى هاشم ولا غيرهم، قال: إنه يجب اتباع علي في كل ما يقوله. انظر منهاج السنة لابن تيمية (٧/ ٣٩٥ - ٣٩٦). - قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه». استدلَّت بعض الطوائف بهذا الحديث على أن عليا كان أولى بالخلافة من غيره بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: والمراد بالمولى هنا الأولى بالتصرف لتقدَّم التقوى منه صلى الله عليه وسلم بقوله: «ألست أولى منكم بأنفسكم»، كما أن المولى هو الحاكم والخليفة، فيكون علي هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة.=