وأما قوله «أنت وليي في كل مؤمن بعدي»: فقال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (٥/ ٣٥ - ٣٦): هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث. ا. هـ التعليق على الحديث: قوله عليه الصلاة والسلام: «لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي». استدل البعض بهذه العبارة على أن عليا كان أحق بالخلافة من غيره، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا الاستدلال لا يصح، و ذلك لما يلي: أوَّلاً: أن إسناد هذه العبارة لا يصح، وقد تفرد بها أبو بلج، وتقدَّم أن ما تفرد به فهو مردود. ثانياً: أن هذه العبارة جاءت في سياق استخلافه في غزوة تبوك، وليست الخلافة العامة بعد موته عليه الصلاة والسلام. ثالثاً: أن واقع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم يكذب هذه العبارة، فقد ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي، كما اعتمر عمرة الحديبية وعلي معه وخليفته غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وغزا حنينا والطائف وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وحج حجة الوداع وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة بدر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره. وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث، وكان علي معه في غالب الغزوات وإن لم يكن فيها قتال.