ثم قال: أنت سمعته منه؟ قُلتُ: سمعته وهو يقول في هذا. قُلتُ له: إن ابن الحماني قد رواه. قال: فما تنكرون عليَّ، وقد رواه الحماني؟! ولم يحدثنا به. ا. هـ وهناك علة أخرى في الحديث، أشار إليها الدارقطني حين سُئِل عن هذا الحديث كما في علله (١٤/ ٣٢٧ س ٣٦٧١)؛ وهي أن الحديث اختُلِف فيه على سعيد بن جبير، ورواه جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد، مرسلا، لم يذكر فيه عائشة! وللحديث طرق أخرى عن عائشة، لا يسلم منها شيء، وإليك التفصيل: الطريق الأول: إسماعيل بن أبي خالد، عن عائشة. أخرجه ابن أبي شيبة (كتاب الفضائل، باب ما ذكر في أبي الصديق، رقم ٣٢٤٨٥) والقَطِيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (باب فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رقم ٥٩٩) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (٧)؛ من طريق إسماعيل بن أبي خالد، قال: نظرت عائشة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا سيد العرب، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأبوك سيد كهول العرب، وعلي سيد شباب العرب». وليس في رواية ابن أبي شيبة ذكر علي. وهذا إسناد ضعيف للانقطاع، فخالد لم يدرك عائشة، وقد بين ذلك في رواية الشافعي، حيث قال: بلغني عن عائشة. وقد أشار الدارقطني لهذا الطريق في علله (١٤/ ٣٢٧ س ٣٦٧١). على أن هذا الطريق المنقطع قد رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٠/ ١٨٢) متصلا، فرواه من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة؛ به.=