عبد الله بن مصعب، كان مدره قريش وخطيبها، وواحدها شرفاً وقدراً وصوتاً، وعناية بهم وبجميع أهل المدينة.
حدثنا الزبير قال، وحدثني محمد بن مسلمة المخزومي قال: كان مالك بن أنس إذا ذكر عبد الله بن مصعب قال: المبارك، يتكلم في أمر أهل المدينة في العطاء والقسم.
وكان في صحابة أمير المؤمنين المهدي، وولاه اليمامة، فقال له: يا أمير المؤمنين، إني أقدم بلداً أنا جاهل بأهله، فأعني برجلين من أهل المدينة لهما فضل وعلم: عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الله بن محمد بن عجلان. فأعانه بهما، وكتب في إشخاصهما إليه.
حدثنا الزبير قال، وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: كان سبب عبد الله بن مصعب إلى أمير المؤمنين المهدي، أن أمير المؤمنين المهدي قدم المدينة سنة ستين ومئة، فدق المقصورة، وجلس للناس في المسجد، فجعلوا يدخلون عليه ويأمر لهم بالجوائز، ويحضرهم الشفعاء من وزرائه. وكان رجال قد أحسوا بجلوس أمير المؤمنين المهدي وما يريد في الناس، فطلبوا الشفاعات. ودخل عليه عبد الله بن مصعب بغير شفيع، وكان وسيماً جميلاً مفوهاً فصيحاً، قد عرفت له