للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشكرناك لفضلك ونبلك، وقسم الله لك في رأيك ومعرفتك، ورعايتك حق ذوي الحقوق. ولقد أصبحت عندنا بالمنزل الذي لا تزيدك فيه صلة وصلتنا بها، ولا يضرك ردُّناها ".

حدثنا الزبير قال، وحدثني أبي وعمي مصعب بن عبد الله: أن جدي عبد الله بن مصعب قال لأمير المؤمنين المهدي يستكثره في أول صحبته:

يا ابنَ الذي ورِثَ النبيَّ محَّمداً ... فَلَهُ تُراثُ محّمدٍ لم يُنْكَرِ

إنِّي عَقَدتُ ذِمَامَ حَبْلى مُعْصِماً ... بحبالِ وُدِّك عُقْدةَ المتخِّيرِ

يومَ المدينةِ بين قبر محّمدٍ ... وفِنائه ومَقَامِهِ والمِنْبَرِ

فأخذتُ منْكَ بذِمَّة محفوظةٍ ... مَنْ فاز منكَ بمثلها لم يُخْفَرِ

فكأننّي ألقيت رَحْلَي عائذاً ... بفِناَء بيتِ الله أو بالمَحْجَرِ

وأراك تصطنِعُ الرجالَ ولم أكنْ ... دُون أمرئٍ قدّمتَهُ بمؤخَّرِ

فَهلَ أنتَ مُتَّخِذِي لنَفْسِك جُنّةّ ... وعلىَّ عَهْدُ الله إنْ لم أشكُرِ

ولقد صَبْرتُ لنَبْوَةٍ صَادَيْتُها ... مِمَّنْ يُلاَقِينِي بخَدٍ أصْعَرِ

في حَوْمَةٍ قَصِفِينَ من أشياعِهِ ... يَلْقوننِي بتجهُّمٍ وتَنَكُّرِ

لما رأوك جَفَوْتَنِي فتركتَنِي ... إن آتِ أقْصَ وإن أغِبْ لا أذكَرِ

<<  <   >  >>