حدثنا الزبير قال، قال عمي مصعب بن عبد الله، أخبرني مصعب بن عثمان: أنهم نقلوه إلى دار عمر بن مصعب ببقيع الزبير، وأجتمعةا عنده حتى مات. فبينا هم جلوس، إذ جاءهم الماجشون يستأذن عليهم، وخبيب مسجى بثوبه. وكان الماجشون يكون مع عمر بن عبد العزيز في ولايته على المدينة، فقال عبد الله بن عروة: إيذنوا له. فلما دخل قال: كأن صاحبكَ في مرية من أمره! اكشفوا له عنه، فلما رآه الماجشون، انصرف. قال الماجشون: فانتهيت إلى دار مروان، فقرعت الباب ودخلت، فوجدت عمر كالمرأة الماخض، قائماً وقاعداً. فقال لي: ما وراءك؟ فقلت: مات الرجل. فسقط إلى الأرض فزعاً، ثم رفع رأسه يسترجع، فلم يزل يعرف فيه حتى مات، واستعفى من المدينة، وأمتنع من الولاية وكان يقال له: إنك قد فعلت كذا فأبشر. فيقول: فكيف بخبيب! حدثنا الزبير قال، وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال، حدثني هرون بن أبي عبيد الله بن مصعب أبي قال: سمعت أصحابنا يقولون: قسم عمر بن عبد العزيز قسماً في خلافته خصنا به، فقال الناس: دية خبيب.