حدثنا الزبير قال، حدثني محمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي، عن أبيه قال: قال الأسود بن المطلب، حين أرادت قريش أن تملك عثمان بن الحويرث عليها: إن قريشاً لقاح لا تملك. فخرج عثمان بن الحويرث إلى قيصر ليملكه على قريش. فلكم تجار من تجار قريش بالشأم عمرو بن جفنة في عثمان ابن الحويرث، وسألوه أن يفسد عليه أمره. فكتب إلى ترجمان قيصر يحول كلام عثمان. فلما دخل عثمان على قيصر يكلمه قال للترجمان: ما قال؟ فقال: مجنون، يشتم الملك. فأراد قتله، وأمر به فدفع، إلى أن مر رجل من أصحاب الملك فتمثل ببيت شعر، فكلمه عثمان بن الحويرث وقال له: إني أرى لسانك عربيا، فممن أنت؟ فقال: رجل من بني أسد، وأنا أكره أن يدروا بنسبي. قال: فما دهاني عنده؟ قال: الترجمان، كتب إليه عمرو بن جفنة أن يحول كلامك. قال: فكيف الحيلة في أن تدخلني عليه مدخلاً واحداً، وخلاك ذم؟ فقال: أفعل. فأحتال له حتى دخل عليه، ودعا له قيصر الترجمان، فقال له عثمان:" إن أفجر الناس "، فأعلم ذلك الترجمان قيصر. قال:" وأغدر الناس "، فأعلمه الترجمان أيضاً قيصر، قال:" وأكذب الناس "، فذكر ذلك الترجمان لقيصر، ثم أهوى فتشبت بالترجمان، فقال قيصر: إن له لقصة، فادعوا لي ترجماناً آخر. فدعوه له، فأفهمه قصته، فعاقب قيصر الترجمان الأول، وكتب لعثمان ابن الحويرث إلى عمرو بن جفنة أن يحبس له من أراد حبسة من تجار قريش.