للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ُ

مُنَيْزِلٌ أنْتَ بِهِ حَرِىُّ

مُنَيْزِلٌ يَحُلُّهُ الشَّقِىُّ

حدثنا الزبير قال، وحدثني يعقوب بن عبد الله قال، وحدثني عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن قال: كان أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة نازلاً في منزله بصفر من الفرش، فكان يرسل رجلاً من جهينة يقال له: " هلال "، يمتاز له حنطة من الجار، وكان منزل هلال أقرب إليه إذا جاء من الجار من منزل أبي عبيدة، فكان يأتي بالحنطة التي يمتار لأبي عبيدة فيفرغها في منزله، ولا يأتي أبا عبيدة بشيء. فقال له أبو عبيدة: ويحك يا هلال، فلو كنت تقاسمنا الحنطة كان أمثل، ولا أراني إلا سأرسل إلى الميرة غيرك. قال له: لا تفعل، فأنا لآتيك بميرتك على وجهها. وحلف له على ذلك، فأرسله أبو عبيدة يمتار له، فجاء إلى وكيل أبي عبيدة بالجار كما كان يأتيه في الميرة، وقال: يقول لك أبو عبيدة: أطرفني من حيتان الجار وطرائفها. ففعل الوكيل، فوضع في منزله حيث مر الهدية، وجاء إلى أبي عبيدة بالميرة وافية على حالها، فقال أبو عبيدة:

أوْفَى هلاَلٌ وأدَّى عن أمانته ... كما يُؤَدِّي ذَوُو الأحْسَاب والدِّينِ

فقال له هلال: من أوفى وأدى عن أمانته، فعض على كذا من

<<  <   >  >>