أبن مروان قد كتب إلى هشام بن إسماعيل يأمره أن يقيم آل علي عند المنبر يشتمون علي بن أبي طالب، ويقيم آل الزبير عند منبر يشتمون الزبير وعبد الله بن الزبير. فقال آل علي وآل الزبير: والله لا نفعل حتى نموت! وتكفنوا وتحنطوا. فركبت إلى هشام أخته فقالت له: يا أحول مشئوماً، أما تخاف أن تكون الأحوال الذي على يديه هلاك قريش؟ تأمر القوم أن يسبوا آبائهم! أتراهم يفعلون حتى يموتوا؟! فقال لها: فما أصنع؟ كتب إلى أمير المؤمنين بذلك، ولا يحتمل لي أن أراجعه. فقالت: فأمر دون ذلك يرضيه، ويكون أيسر عليهم. قال: وما هو؟ قالت: تأمر آل علي يسبون الزبير وابن الزبير، وتأمر آل الزبير يسبون علياً. قال: فذاك. فأمرهم بذلك.
فمشى القوم بعضهم إلى بعض، آل علي إلى آل الزبير، وآل الزبير إلى آل علي فقالوا: إن هؤلاء يقيموننا غذاً، فيسب بعضناً بعضاً فيشتفون بذلك، فالله والرحم. فقال آل الزبير لآل علي: أنتم تقامون قبلنا، فما قلتم فلنا مثله.
فكان أول من أقيم حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب وأمه: خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر الفزاري، أخت تماضر بنت منظور، أم بني عبد الله الأكابر، لأمها وأبيها فقام في المرمر، وهشام بن إسماعيل