وانطلقوا به إلى السجن، فلقيه آخر من الثلاثة الذين أقيموا سوى آل علي وآل الزبير، فقال له ثابت: أنت الشاتم عبد الله بن الزبير! والله ما يحمد منك إلا ما يحمد من الحمار، ضرسه وحافره. ولقيه طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن، وهو أحد الثلاثة، وقد كان قد تناول سبًّا، فقال له: يا طلحة، قد علمت مقامك:
ترامَيْنا بِمُرِّ القَوْلِ حتى ... يقالَُ كأنّنَا فرساَ رِهَانِ
فلم يزل في السجن حتى كتب عبد الملك في إطلاقه، وأعجبه ما قال، وقال: ذكر أخابث خلق الله، وأمر بشتمهم. وكانوا قوماً خالفوا على عبد الملك بن مروان.
حدثنا الزبير قال، وحدثني سعيد بن داود، عن مالك بن أنس قال: قال هشام بن إسماعيل حين أراد أن يقيمهم: نقيم فيهم عامر بن عبد الله ابن الزبير فقيل له: لا يفعل عامر. فقال: إن لم يفعل ضربت عنقه. فقيل له: إن ضربت عنق عامر لم تأمر أحداً إلا أطاعك. فترك عامراً. فكانوا يتكلمون وعامر رافع يديه يدعو، فكانوا يرون أنه يدعو عليهم.
وكان من تناول ثابت بن عبد الله في هذا الحديث في خطبته،