ولم يلبث أن خرج عبد الله بن الزبير وهو يقول: لله درك يا ابن الحنفية، فما رأيت كاليوم رجلاً! ثم تمثل البيت الذي تمثله محمد بن علي.
قال: وخرج ابن الزبير متكئاً على يد غلام له أسمر مقرون الحاجبين، مترادف الأسنان، وقاداً، فوقفا على نجائب في الدار، فجعل ابن الزبير يسأله، فما رأيت رجلاً أجلد مسألة، ولا فتى أظرف جواباً، منهما. فقلت لمحمد: من الفتى؟ قال: ثابت بن عبد الله بن الزبير.
حدثنا الزبير قال، وحدثني عمامة بن عمرو السهمي، عن مسور ابن عبد الملك قال: كنا نأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينزعنا إليه إلا استماع كلام ثابت بن عبد الله بن الزبير، والعجب بألفاظه.
حدثنا الزبير قال، وأخبر عمي مصعب بن عبد الله قال: مات ثابت بن عبد الله بن الزبير بسَرْغٍ من طريق الشام منصرفاً من عند سليمان ابن عبد الملك إلى المدينة. وكان سليمان له مكرماً، وولد عبد الله بن الزبير، ورد عليهم أشياء لم يكن ردها عبد الملك.
وكان سليمان بن عبد الملك يشكر لعبد الله بن الزبير أن عبد الله