بينوا أحوال الرواة، فبينوا من يحمل عنه العلم من الثقات، وبينوا من لا يستحق الحمل، ومن له أثر في رد الأخبار، فقاموا بكل حزم وعزم وقوة في نفي ما ألصق بالسنة من غيرها، ووضعوا القواعد للجرح والتعديل، وعدلوا وجرحوا، وحفظوا وبلغوا، فلم يألوا جهداً في ذلك.
. . . . . . . . . ... صانوا روايتها عن كل متهمِ
لم يلههم قط من مال ولا خول ... . . . . . . . . .
(من) هذه زائدة لتأكيد النفي؟
لم يلههم قط من مال ولا خول ... . . . . . . . . .
يعني ما اشتغلوا بمال وانصرفوا عن السنة، جندوا أنفسهم للسنة حفظاً وتعليماً وشرحاً وتحفيظاً، وعملاً بها، ودلالة للناس عليها.
"لم يلههم قط من مال" ما اشتغلوا بأموالهم "ولا خول" يعني لا نسب، لا ولد، لا زوجات ولا شيء، ما لهم أي شيء من متع الدنيا، كل ما يتخول من متع الدنيا تركوه اهتماماً بالسنة.
"ولا ابتياع" صفق بالأسواق "ولا حرث ولا نعم" تفرغوا للسنة، وعلموها وتعلموها وعلموها الناس، وجندوا أنفسهم للعناية بها "ولا نعم" لا حرث ولا زراعة ولا ماشية ولا إبل ولا بقر ولا غنم، ولا غيرها من سائر الأموال.
هذا هو المجد، هذا هو الرفعة في الدنيا والآخرة، هذه هي الرفعة.
هذا هو المجد لا ملك ولا نسب ... . . . . . . . . .
يعني هذا هو المجد الحقيقي لا ملك، وإن ادعى المجد وادعي له، إلا أنها في النظرة القريبة يعني في نظرة الدنيا وأهل الدنيا، لكن الكلام في المجد الدائم.
هذا هو المجد لا ملك ولا نسب ... . . . . . . . . .
افترض أنه ملك نصف قرن، ثم النهاية أنها ((نعمت المرضعة، وبئست الفاطمة)) التبعات عظيمة ليست سهلة.
"لا ملك ولا نسب" افترض أن هذا الشخص من نسل محمد -عليه الصلاة والسلام- ثم بعد ذلك بطأ به عمله، لم يرفع بهذا العلم رأساً، ولا عمل به ما يستفيد، هذا ليس عنده شيء من المجد، نعم ينتسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ويتشرف بالانتساب إليه، وهو من ذوي القربى، لكن الكلام على ذوي القربى أهل الاتباع الذي يحبون في الله وفي رسوله -عليه الصلاة والسلام-.
هذا هو المجد لا ملك ولا نسب ... كلا ولا الجمع للأموال والخدمِ