يحيون السنة، ومن أحيا سنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، يحيون السنة، يعني السنة أفلت وغابت شمسها قرون من بعد القرن العاشر إلى أن قيض الله -جل وعلا- لها في العصور المتأخرة من يحييها، فقيض الله للسنة في باب الرواية والتصحيح والتضعيف الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-، وقيض الله لمن يعمل بها ويطبقها ويتفقه من خلالها الشيخ ابن باز في هذا الباب ما له نظير، يعني فقهه فقه السنة، وقيض الله أيضاً من يحفظها الناس بعد أن أيس الناس من الحفظ من قيض من الإخوة المشايخ الفضلاء، فالله -جل وعلا- لا يحرمهم أجر هذه السنة، وأجر من عمل بها.
يحيون سنته من بعده فلهم ... أولى به من جميع الخلق كلهمِ
هم أولى الناس بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وهم صحابته الحقيقيون "إن لم يصحب نفسه أنفاسه صحبوا"
يروون عنه أحاديث الشريعة لا ... يألون حفظاً لها بالصدر والقلمِ
"يروون عنه أحاديث الشريعة لا * يألون حفظاً" يعني لا يألون جهداً في حفظها بالصدر وبالكتابة بالقلم، يضبطونها ويتقنونها ويحفظونها في صدورهم إن تيسر وإلا ففي كتبهم.
يعني اللئيم، جاء في الحديث:((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين)) هكذا جاء الحديث، والحديث لا يسلم من كلام، وحسنه جمع من الأئمة، وأثبتت صحته عن الإمام أحمد وغيره، وفيه أيضاً في هذا الحديث بيان لشرف أهل الحديث.
أدوا مقالته نصحاً لأمته ... صانوا روايتها عن كل متهمِ
أدوا مقالته كما سمعوها نصحاً للأمة، ولم يبخلوا، ولم يكتموا شيئاً من العلم.
أدوا مقالته نصحاً لأمته ... صانوا روايتها عن كل متهمِ
يبذلون العلم لمن يستحقه، ولا يكتمونه كما تقدم، نصحاً للأمة، وإبراءً للذمة من معرة الكتمان.