كل ملك خدام للملك، والوالي العاقل من يجعل نفسه خادم للعالم، بمعنى إيش؟ أنه ينفذ ما يحكم به العالم، يعني فرق بين والٍ إذا صدر الحكم الشرعي من العالم بادر ونفذ، ما له خيار، وبهذا حينئذٍ يكون ملكه لخدمة الدين وخدمة الشرع، وهذا هو الأصل في الوالي، لكن إذا كان الوالي ينازع العالم، وبينه وبين العالم جفوة، وإذا حكم العالم بحكم وهو الذي ولاه وقلده هذا الأمر، ناقضه واعترض عليه، هذا لا يستقيم الملك مع مثل هذا، فوظيفة الوالي وكان يسمى في الأزمان السابقة عامل، كان عامل لعمر على كذا، ومع ذلك هم في الحقيقة خدام للشرع، وبهذا يشرفون، وبهذا ينالون المنازل العالية في الدنيا والآخرة.
والأمن والنور والفوز العظيم لهم ... . . . . . . . . .
لأهل العلم.
والأمن والنور والفوز العظيم لهم ... . . . . . . . . .
لا سيما العلماء بالسنة؛ لأن لهم النصيب الأوفر من هذه الأوصاف التي كمالها للنبي -عليه الصلاة والسلام- وبقدر اقتداء العالم بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وبقدر إرثه من ميراث النبوة يكون نصيبه من هذه الأوصاف.
والأمن والنور والفوز العظيم لهم ... يوم القيامة والبشرى لحزبهمِ
فإن أردت رقياً نحو رتبتهم ... ورمت مجداً رفيعاً مثل مجدهم
والله أنت تتمنى تكون مثل فلان، أن تكون مثل فلان، ما في أحد يتمنى أن يكون مثل الإمام أحمد أو مثل سفيان أو مثل علي بن المديني؟ حتى المتأخرين مثل ابن باز أو ابن عثيمين أو الألباني، كل طالب علم يتمنى أن يصل، طيب اسلك المسالك التي سلكوها، هم بشر مثلك، وقد يوجد في أوساط طلاب العلم من أعطي من الحفظ والفهم يمكن أكثر منهم، لكن اسلك مثل ما سلكوا.
يقول:
فإن أردت رقياً نحو رتبتهم ... ورمت مجداً رفيعاً مثل مجدهمِ
فاعمد إلى سلم التقوى الذي نصبوا ... واصعد بعزم وجد مثل جدهمِ