أقوى زاجراً لأولي الألباب يعني الشخص العاقل ذو اللب ذو العقل السليم الذي يحرص على نجاة نفسه، أقوى زاجراً قوله -جل وعلا-: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [(٦٥) سورة النساء] شخص كبير السن صارت له خصومة عند قاضي من القضاة، فلما انتهت وحكم عليه، قيل له: هذه لائحة إن أردت أن تعترض وترفع للتمييز، فطأطأ رأسه وبكى، كيف أعترض على حكم الله، والله -جل وعلا- يقول:{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [(٦٥) سورة النساء] كيف أعترض على حكم؟ يعني افترض أن الحكم صائب أو مخطئ لكن مقدماته شرعية فهي ملزمة لي ولغيري، ولا يعني هذا أن وجود المحاكم العليا من التمييز ومجلس القضاء أنه خطأ، لا؛ لأن كثرة المشاكل وكثرة الناس تستدعي كثرة القضاة، وكثرة القضاة تستدعي التفاوت بينهم التفاوت كبير، فلا شك أن صنيع هذا الرجل مما يحمد عليه لتسليمه التام، لكن لو وجد والله قال: أنا أشوف القضاة متفاوتين، متفاوتين القضاة، ويمكن هذا القاضي الحدث السن الجديد على القضاء يمكن إنه أخطأ، والمجال مفتوح، وليس فيه اعتراض لحكم الله -جل وعلا-، فأرفع للتمييز، يعني ليس وجود المحاكم العليا مخالف لمثل هذا، وكلها في دائرة حكم الله، الإشكال لو لم يرض بحكم القاضي وانتقل إلى حكم ثاني، انتقل إلى الحكم المدني على ما يقولون، حكم القانون، هذا الذي فيه الإشكال، نعم مثل الذي لم يرض بالنبي -عليه الصلاة والسلام- ورضي بفلان من اليهود المنافق الذي فعل كذا، فكونه ينتقل من حكم الله إلى حكم الله، حكم الله على يد هذا القاضي الصغير على يد قاضٍ هو أكبر منه هو ما زال في دائرة حكم الله، والمجال مفتوح، والحاجة داعية لما ذكرنا، أما كونه يقول: والله أنا ما أرض بحكم القاضي هذا؛ لماذا؟ لا لا، الحاكم المدني هذا عنده قوانين ثابتة ومضبوطة ومتقنة علي وعلى غيري، نقول: هذا الذي يقع في الآية: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ} [(٦٥) سورة النساء].
(فلا وربك) أقوى زاجراً لأولي الـ ... ألباب والملحد الزنديق في صممِ