واحذر قوانين أرباب الكلام فما ... بها من العلم غير الشك والتهمِ
كل هؤلاء المتكلمين لا سيما من كتب له الندم والتوبة كلهم أفضى أمرهم به إلى الشك الحيرة، ثم ندموا وتابوا بعد ذلك، أما من أراد الله له أو من كتب الله له الاستمرار على ما عنده من شبهات فإنه مات على ذلك، والله يتولى الجميع.
قاموس فلسفة مفتاح زندقة ... . . . . . . . . .
القاموس يعني الكتاب الذي يجمع الاصطلاحات الفلسفية هذا مفتاح الزندقة، إذا اعتمد عليه الإنسان، وأعرض عن الكتاب والسنة لا شك أنه في نهايته يؤول به الأمر إلى الزندقة، ولا يعصمه من الزلل إلا الاعتصام بالكتاب والسنة.
قاموس فلسفة مفتاح زندقة ... كم من ملم به قد باء بالندمِ
نعم كم سمعنا، وكم نقل من توبة لهؤلاء وندم، وتمنوا أنهم من نظروا في الكلام، وكلام أهل العلم في حكمهم على أهل الكلام كقول الشافعي وغيره: "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في الأسواق، ويقال: هذا جزاء من يتعاطى الكلام" المقصود أنه علم لا حاجة لطالب العلم إليه، إنما يحتاجه فئة ممن يتصدى للرد عليهم.
يقول:
راموا بها عزل حكم الله واقترحوا ... . . . . . . . . .
"راموا بها" يعني هذه القواعد التي قعدوها في علم الكلام.
راموا بها عزل حكم الله واقترحوا ... للحق رداً وإنفاذاً لحكمهمِ
لأنه ما دام هيبة الكتاب والسنة في نفوس المسلمين ما تمشي قواعدهم، لكن أرادوا أن يبطلوا نصوص الكتاب والسنة ليجد علمهم محلاً في قلوب المسلمين، كيف أبطلوا نصوص الكتاب؟
أما الكتب فحرف عن مواضعه ... إذ ليس يعجزك التحريف للكلمِ
ومعولهم على التحريف، وأما بالنسبة للسنة أمرها سهل، يعني القرآن لا يستطيعون أن يقولوا: آحاد، لا يستطيعون أن يقولوا: ظني، لا، لكن بدل من استوى استولى، وبدل من ينزل ربنا ينزل أمره، لا يستطيعون أن يقولون بالنسبة للقرآن: ظني، أما بالنسبة للسنة فقالوا: إنها آحاد، والآحاد لا يفيد إلا الظن.
راموا بها عزل حكم الله واقترحوا ... للحق رداً وإنفاذاً لحكمهمِ
يروك إن تزن الوحيين مجترئاً ... عليهما بعقول المغفل العجمِ