الحمم يعني الفحم الذي يكتب به، والحبر يشبهه، أسود مثله، يعني لا كثرة الكتابة تنفعك، ولا حفظك للفتاوى من غير تأصيل وبناء متين لهذا العلم على أصوله عند أهل العلم، ولذا تجدون بعض الناس يمضي من عمره الشيء الكثير، وقد يموت بعد أن زاحم العلماء عقود، ومع ذلك لا يستحق أن يسمى عالم، نعم يطلب العلم، ويسلك الطريق لطلب العلم، لكن ليست عنده الأصول التي تطلب ويبنى عليها العلم، نعم تجدون من يبرز في مدة يسيرة، ومن يتأخر تأهله للعلم، كل هذا بسبب الاهتمام بالأصول والقواعد التي يبنى عليها العلم، علم الكتاب والسنة، ومن نعم الله -جل وعلا- أن يسر للإنسان من يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح في أول عمره، تجدون الشباب الآن نحمد الله -جل وعلا- أن هيأ لهم ويسر لهم من العلماء المخلصين من يدلهم على الجادة، يعني قبل لا أقول قبل يعني .. ، قبل العلماء يدرسون على الجادة، ثم بعد ذلك جاء هذا التعليم النظامي، وإن كان بعضهم ينتقد كلمة نظامي؛ لأنه يلزم منها على حد زعمه أن يكون تعليم المساجد فوضوي، إذا كان هذاك منظم التعليم في المدارس والجامعات نظامي، وإنما هو منسوب إلى من ينظمه من المشرفين عليه من قبل الموكلين من قبل ولي الأمر، أما بالنسبة لدروس المساجد فهذه موكولة إلى اجتهادات المشايخ، يعني هذا الذي من أجله يقال: تعليم نظامي، تعليم منظم ومرتب على نظر من يكلفه ولي الأمر بهذا، فهو من هذه الحيثية منظم، تجد التعليم في الحجاز نفس التعليم في نجد، والتعليم في الشمال نفس التعليم في الجنوب، ما يختلف، فهو منتظم ومنظم، ولا يلزم من هذا أن يكون التعليم في المساجد على الجادة يكون فوضوي، ما يلزم، هو تنظيم لكنه يختلف من شيخ إلى شيخ، ويختلف من قطر إلى قطر، وحتى الكتب التي تدرس في نجد مثلاً قد يدرس غيرها في نفس العلوم في اليمن، يعني إذا كانت عناية أهل نجد على سبيل المثال بالأجرومية مثلاً في النحو والقطر والألفية تجد هناك العناية بالكافية لابن الحاجب، العناية بملحة الإعراب للحريري، وهكذا تجد في الشام، وفي مصر وغيرها، يعني هذه أمور لا شك أنها منظمة، لكنها تتفاوت من بلد إلى بلد، لكن المقرر على أولى ابتدائي في أي قطر من الأقطار