تجده منظم، وعلى جميع الطلاب، والمرتب على أولى متوسط نفسه ما يتفاوت، ما يقولون: والله -أهل الحجاز- إحنا نجتهد بطلابنا، وأهل الشمال يبون يجتهدون وأهل .. ، لا، هو من هذه الحيثية، ولا يلزم من هذا أن يكون التعليم في المساجد فوضوي؛ لأني سمعت من يقول هذا الكلام، ما يلزم، إنما التعليم الرسمي الذي ترعاه الدولة هذا تعليم منظم من قبل من وكل إليه هذا الأمر من قبل ولي الأمر، تنظيم واحد متسق لا يتفاوت ولا يتباين، ولا يختلف من بلد إلى بلد، ولا من مستوى إلى مستوى.
من نعم الله -جل وعلا- أن يسر لطالب العلم من بداية الطريق من يأخذ بيده إلى الجادة، لذا تجدون كثير من طلاب العلم في المستوى الأخير من الجامعة في كلية شرعية تسأله عن بداهيات بعض العلوم ما يجيب، لماذا؟ لأنه أخذ هذه العلوم على طريقة رتبت لكافة الناس، مراعىً فيها أضعف الناس ما رعي فيها أجود الطلاب حتى ولا المتوسط في السنين المتأخرة مراعىً فيها الضعاف؛ لئلا يتعذب هؤلاء، وكل يمشي، والملحظ من قبل هؤلاء الدارسين أنهم يتعلمون من أجل أن يسلكوا في هذه الحياة، يعني من أجل أن يتوظف ويعيش في هذه الحياة، ولذلك تجد كثير من أوضاع طلاب العلم في الكليات الشرعية غير مرضي، وتسأله عن مسائل في الأصول الثلاثة وقد درسها في المرحلة الأولى من الابتدائي وحفظها نسيها، تجد مسائل في النحو في الأجرومية ما يعرفها، ولا اطلع عليها، تجد أشياء فيما رتب للمبتدئين تخفى عليه، وهو يمكن في الدراسات العليا؛ لماذا؟ لأنه أخذ هذا العلم على طريقة سهلة، ليست متينة تربي طالب علم.