للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر الثاني: أنه في التعليم العالي في الجامعة يعطى العلم على طريق ناقصة، تتباين فيها أنظار المدرسين، المناهج واحدة في الكلية، ما تتغير، جاء مدرس أو تغير أو كذا، لكن يختلفون في أداء هذه المادة، فتجد منهم من ينجز المنهج في نصف المدة؛ لماذا؟ لأنه أعطاه الطلاب على طريقة موجزة مختصرة، وهؤلاء الطلاب بحاجة إلى شيء من التوسع، وشيء من التأصيل لهذا العلم، وبالعكس تجد مدرس ثاني ما أنجز إلا نصف المنهج أو أقل من نصف المنهج؛ لأنه توسع فيه، وأفادهم فيما شرح لهم، لكن يبقى أن الأبواب التي ما شرحت لهم فيها إعواز كبير، يعني يتخرج الطلبة وهو جاهل في هذه الأبواب، هذه طريقة التعليم في الجامعات، في الأخير بدأ المسئولون في الجامعات يهتمون لقضية إتمام المنهج، وأن يربط الطلاب بكتاب يكون بأيديهم، يدور عليه محور التعليم، وهذا لا شك أنه أفضل، تربية طلاب العلم على كتب أهل العلم لا شك أنه أفضل من تربيتهم على مذكرات وعلى كتابات عن مدرسين، أو إحالة على كتب معاصرين كما يفعله كثير من المعلمين، فطالب العلم الذي تخرج في التعليم النظامي في الكلية الشرعية مثلاً على هذا الوجه مدرس شرح له، سلق له المادة في نصف المدة، ويحتاج إلى تأصيل وتثبيت في هذه المرحلة، يحتاج إلى تشعب وتنظير للمسائل، أو مدرس أطال وأفاض ووسع وشرح وشرق وغرب ولا أنهى إلا ثلث المنهج مثلاً أو ربع المنهج، تجده يتخرج الآن هو في مفترق طرق، الآن هو تهيأ على ما يقال لسوق العمل، إما أن يكون قاضي أو يكون معلم، أو يكون داعية أو كذا، والآن تصدر للناس، ماذا يصنع؟ إذا راجع نفسه حضر درس حضر شيء وجد أنه تعليمه فيه خلل، يعني كلف بدرس ما استطاع، سئل عن مسألة والله حاول يتذكر ما استطاع، راجع نفسه، فهو بين أمرين، إما أن يتكبر ويقول: والله أنا جامعي ومعي شهادة، ومن كلية شريعة، والأصل أن المتخرج من هذه الكلية يقال له: شيخ، فأنا لست بحاجة إلى كتب الأطفال، ويستمر يتدرج في الكتب الكبيرة، ويخفى عليه بدهيات العلوم، فمثل هذا يستمر على ضعفه، لكن إن قال: أنا والله بحاجة إلى أن أبدأ من جديد، وبداءته من جديد في المتون الصغيرة هذه لا تكلفه شيء؛ لأن عنده أهلية، وتجاوز

<<  <  ج: ص:  >  >>