للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذم ربي تعالى الجاهلين به ... أشد ذمٍ فهم أدنى من البهمِ

{أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [(١٧٩) سورة الأعراف].

وليس غبطة إلا في اثنتين هما ... الإحسان في المال أو في العلم والحكمِ

وليس غبطة إلا في اثنتين ((لا حسد إلا في اثنتين)) لا حسد يعني لا غبطة، الحسد المذموم الذي يُتمنى فيه زوال النعمة عن الغير هذا محرم، ويأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، لكن الحسد الممدوح هنا هو الغبطة ((لا حسد)) يعني لا غبطة ((إلا في اثنتين)) يعني في خصلتين ((رجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه)) نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

إيش؟

طالب:. . . . . . . . .

لأن الحسد ينقسم إلى التمني يجمعه التمني، التمني يجمع النوعين، ثم بعد ذلك إن صاحبه تمني زوال النعمة عن غيره فهو المذموم، وإن صاحبه بقاء النعمة على المنعم عليه وتمني مثلها له هذا محمود.

وليس غبطة إلا في اثنتين هما ... الإحسان في المال أو في العلم والحكمِ

ومن صفات أولي الإيمان نهمتهم ... في العلم حتى اللق اء أغبط بذي النهمِ

أغبط أفعل تفضيل من الغبطة، هؤلاء المنهومين بالعلم الشرعي، الذين يقصدون به وجه الله -جل وعلا-، ويقصدون به إخراج أنفسهم من ظلمات الجهل، ونفع غيرهم بنور العلم، هؤلاء المتصفون بهذه هم المؤمنون حقاً؛ لأنهم يعبدون الله -جل وعلا- على بصيرة، ويُعلمون غيرهم.

ومن صفات أولي الإيمان نهمتهم ... في العلم حتى اللقاء. . . . . . . . .

يعني لا ينقطع ولا ينقضي أمد التعلم، إنما هو من حصول الآلة كما تقدم من التمييز إلى الوفاة {وَاعْبُدْ رَبَّكَ} [(٩٩) سورة الحجر] لأنه عبادة {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [(٩٩) سورة الحجر] ومن أعظم ما يتعبد به الرب -جل وعلا- العلم الشرعي المورث للخشية، وليست له نهاية.

العلم أعلى وأحلى ما له استمعت ... أذن وأعرب عنه ناطق بفم

<<  <  ج: ص:  >  >>