للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا عند من؟ هذا بالنسبة لمن؟ لمن تلذذ بالعلم؛ لأن العلم كغيره من التكاليف عبادة من العبادات، في أول الأمر جهاد، ثم بعد ذلك يتلذذ به طالبه، فيصير عنده أفضل مسموع تطرب الأذن لسماعه، ويتلذذ اللسان بالنطق به، وهذا شيء جربه من جربه، وطالب العلم حتى العالم إذا كان له نصيب من ازدياد في العلم والتعليم وجد هذه اللذة، ويتعجب الناس من الصبر والجلد عند بعض المتعلمين وعند بعض المعلمين، تجد بعض أهل العلم يتمنى ألا يوجد وقت عنده إلا ويصرف في العلم، والأمثلة موجودة ولله الحمد، يعني يوجد في المتقدمين كثير، كثير في الأئمة من الصادقين، ومن جاء بعدهم وقتهم كله للعلم والتعليم، للعلم والعمل، يوجد مثلاً على سبيل المثال الطيبي شرف الدين الطيبي، يجلس من بعد صلاة الفجر إلى أذان الظهر للتفسير لتفسير القرآن، وبعد صلاة الظهر إلى أذان العصر لصحيح البخاري، وبعد صلاة العصر إلى أذان المغرب لكتاب آخر نسيته، وهكذا هذا ديدنه، إلى أن قبض وهو ينتظر صلاة الظهر بعد فراغه من درس التفسير في يوم من الأيام في المسجد، هذا تلذذ، بعض شيوخنا الذين ذهبوا ودرجوا، وبعضهم ممن يوجد الآن على هذا .. ، عنده استعداد يدرس عشرة دروس باليوم، النووي اثنا عشر درس باليوم، الآن يوجد عندنا من المشايخ يدرس ليل نهار يدرس ولا يمل، والشباب الذين حوله يخدمونه يملون، يتناوبونه مناوبة، وطلاب العلم بعضهم ما شاء الله من حلقة إلى درس، ومن مسجد إلى مسجد، وبعد ذلك إذا ذهب إلى البيت الكتاب بيده، والحفظ والفهم والمراجعة مراجعة الكتب، وواحد من شيوخ شيوخنا ليلة زواجه لما اضطجع وأوى إلى فراشه مع عرسه تذكر آية فأشكلت عليه فنزل إلى المكتبة ومن تفسير إلى تفسير إلى أن أذن الفجر، العلم العلم يعني يصل إلى حد تتمنى أنه لا يوجد في الوجود غيره، يعني مر على بعض من كان له نهم بالمطالعة والقراءة أنه إذا أذن تعجب كيف أذن تو إحنا مصلين، لكن إذا أكمل الكتاب الذي بيده وانقطع يوم أو يومين أو ثلاثة الاستئناف من أصعب الأمور، وعلى طالب العلم أن يواصل لا يفتر؛ لأنه إذا فتر المعاودة صعب، والله المستعان.

العلم أعلى وأحلى ما له استمعت ... أذن وأعرب عنه ناطق بفمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>