للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تسمعون بعض المشايخ وهو يقرر بعض المسائل العلمية يعني تتمنى ألا يسكت، وبعضهم مجرد ما تسمع الجملة الأولى منه ينبو عنه سمعك، وتنفر منه أذنك، وتتمنى أن يسكت ولا يتكلم؛ لماذا؟ لأن هذا أخذ العلم على الجادة، وحفظ وفهم على الأصول، وعلى القواعد المقررة عند أهل العلم، وبعضهم ثقافات من كل علم، وإذا أراد أن يتكلم بمسألة شرعية النص لا يحضره، وكلام أهل العلم الذي فيه القوة والمتانة ما حفظ منه شيء، وإذا .. ، مع الأسف أن بعضهم يسأل سماعاً ثم يأخذ يلت ويعجن يروح يمين يسار، ثم بعد ذلك إذا فرغ عنه يكون طلاسم؛ لأن بعضهم يستفتي بعض الناس بعض القنوات أو بعض الآلات بشريط مثلاً، ثم يفرغ عنه طلاسم، تجده ألفاظ ما لها قيمة، فأين هو من هذا الكلام؟

العلم أعلى وأحلى ما له استمعت ... أذن وأعرب عنه ناطق بفمِ

هذا كل إنسان يدركه، يعني طالب العلم المبتدئ يميز، العوام يميزون أن هذا يعي ما يقول، وهذا لا يعي ما يقول وإن تكلم، وإن أضفيت عليه الألقاب، ما يمشي هذا حتى على العامة.

العلم غايته القصوى ورتبته العُليا ... . . . . . . . . .

أو العَلياء؟ لأن مقابلة القصوى العُليا، لكن الغاية عالية رفيعة {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [(١١) سورة المجادلة] درجات من درجات الجنة، ما هي بالدرجات اللي ارتفاعها شبر أو دون من الشبر، يعني بين الدرجة والدرجة من درجات الجنة مثل إيش؟ ما بين السماء والأرض، درجات درجات يعني ما هي المسألة .. ، درجة واحدة ترفعك إلى شيء لا يخطر على بالك، فكيف بالدرجات؟!

. . . . . . . . . ... فاسعوا إليه يا أولي الهمم

"فاسعوا إليه" يعني إلى العلم يا أصحاب الهمم العالية، دون الهمم الدنيئة الوضيعة التي تقنع بالدون، تقنع باليسير، لا تقنعوا باليسير، فاسعوا إلى غايته القصوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>