"العلم أشرف مطلوب" لكن المقصود به العلم النافع الذي يورث الخشية لله -جل وعلا- {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(٢٨) سورة فاطر] فالذي لا يخشى الله -جل وعلا- علمه ليس بعلم، حصر حقيقي {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(٢٨) سورة فاطر] فالذي لا يخشى الله -جل وعلا- ليس من أهل العلم وإن ادعى ذلك، وإن حمل ما حمل من المسائل، وإن تفنن وإن ضرب من كل علم بطرف، لكنه إذا لم يورثه هذا العلم خشية الله -جل وعلا- فليس بعلم.
العلم أشرف مطلوب وطالبه ... لله. . . . . . . . .
يعني مخلصاً فيه لله -جل وعلا- "أكرمُ من يمشي على قدمِ" فإذا تمايزت الوحوش بالعلم فلأن يتمايز المكلفون به من باب أولى.
العلم نور مبين يستضيء به ... أهل السعادة. . . . . . . . .
يعني هم أهل العلم "العلم نور مبين يستضيء به * أهل السعادة" يعني السعادة في الدارين، لا يظن كما يظن بعض الجهال أن انحباس الإنسان على كتبه وتركه ما يتداوله الناس من ملذوذات الدنيا ومتعها الزائلة لا يظنه حبس؛ لأن بعض الناس ينعى على بعض الناس أنه والله مسكين محجور بها البيت لا يروح ولا يجي، وما غير كتاب ومن كتاب إلى كتاب، وين الناس؟ وين الوناسات؟ وين الاستراحات؟ هم أهل السعادة، لكن ما يدرك هذا.
العلم نور مبين يستضيء به ... أهل السعادة. . . . . . . . .
السعادة في الدارين، ويراد بذلك أهل العلم الذين طلبوه لله -جل وعلا-، وعملوا به لا يقال، ولا يماري به، ولا ليجادل به؛ لأنه سيأتي في كلام الشيخ الآفات التي تعتري طالب العلم.
ومن يكن ليقول الناس يطلبه ... أخسر بصفقته في موقف الندمِ
يتبين على ما سيأتي -إن شاء الله تعالى-، لكن أهل السعادة هم الذين طلبوه لله -جل وعلا- خالصاً لوجهه وعملوا به.