يعني لا تتصدر المجالس، ثم بعد ذلك تشرح لهؤلاء الموجودين على طريقة لا تناسبهم "لم تفقه المعني بالكلمِ" لا بد أن تنظر في الحضور ما مستوى هؤلاء الحضور؟ فإما أن تشرح بطريقة سهلة ميسرة يفهمها كل من حضر، أو تشرح بطريقة متوسطة؛ لأن الطلاب عندك فيهم من يفهم، يعني فيهم عدد كبير يفهم، فهم لا ينزلون عن منزلتهم، أو تشرح بطريقة تتجاوز فيها عن مقدمات العلوم، وما يحتاجه المبتدئون والمتوسطون، تشرح بطريقة تناسبهم، لكن مثل هذا الكلام قد لا يمشي في من كثرت عنده الجموع، وتنوع عنده الطلاب، فيهم المبتدئ، وفيهم المتوسط، وفيهم المنتهي، فإما أن يسلك طريقة المتوسطين، يشرح للمتوسطين، والمبتدئ إذا ارتفعت همته، وسمت همته، وتعب قبل أن يحضر قد يستفيد، كما أن المنتهي يستفيد أيضاً، لكنه يود أن يكون الأسلوب أسلوب التعليم أرفع من هذا، فالتعليم الآن كان المشايخ معروف عندهم يعني، شيوخنا كان معروف عندهم تقسيم الطلاب، حلقة للصغار، حلقة للمتوسطين، وحلقة للكبار الذين يعلمون هؤلاء الصغار، ويخاطب كل مجموعة بما يناسب عقولهم ((حدثوا الناس بما يعرفون)) لكن الآن من الصعب جداً أن تقول: والله أنت صغير لازم تشوف لك مكان ثاني، أو تقول: والله أنت كبير وأكثر الطلاب أقل منك مستوى فقد لا تستفيد، أنت تشرح واللي يستفيد يستفيد، واللي ما يستفيد الشكوى إلى الله، وهذا جربناه في الدروس، أول ما يبدأ الدرس في المنتهى مثلاً جلس الطلاب في الشارع، فلما شافوا أسلوب الكتاب ما يناسبهم صعب، الكثير من الحضور طلاب علم صغار أو متوسطين، أسلوب الكتاب ما يناسبهم، أيضاً أسلوب الشرح كأنهم تصعبوه، نقص النصف في اليوم الثاني، في الأسبوع الثاني، ثم ما زال العدد ينقص إلى أن ألغينا الكتاب، وجعلنا بدله الخرقي؛ لأنه أسهل، ومع ذلك يعني كتاب الفقه له حضور وله وجود، وإن كان أقل من كتب العقيدة، أقل من الواسطية لمدة طويلة.