المقصود أن على المدرس أن ينزل إلى مستوى الطلاب، وإن كان تصنيف الطلاب في العصر الذي في وقتنا نحن فيه صعوبة؛ لأن طالب الجامعة وإن كان مستواه مستوى مبتدئ لن يتنازل أن يقول: والله أنا مبتدئ والله أنا با أدرس مع الصغار، والكبار الذي جاء قد يكون مثلاً أستاذ في الجامعة، وبجانبه طالب في الثانوية، وقد يكون قاضي تمييز، وبجانبه طالب في الجامعة، وقد يكون كذا، كيف تتعامل مع هؤلاء؟ أنا تحدثت مع المسئولين عن تنظيم الدروس، وعلى رأسهم الوزير، وزير الشئون الإسلامية، قال: هذا ميئوس منه، الطريقة التي نعيشها ميئوس منها، لكن الإنسان يسدد ويقارب، وينظر في وجوه الطلاب، وأسئلتهم، ويقدر مستواهم، وينزل إلى مستوى بعضهم، والبعض الآخر .. ، لن يستطيع أن يتعامل مع كل شخص بعينه، هذا فيه صعوبة.
على كل حال يقول:
ولا تصدر صدر الجمع محتبياً ... تمليه لم تفقه المعني بالكلمِ
تأتي إلى طلاب صغار وتقرر عليهم مثلاً .. ، طلاب في المتوسط وتقول: أصول الفقه مهم جداً، أو النحو أو كذا ثم تأتي لهم بأعقد كتاب في الفن ما يصح، هذا تعذيب لهم، أو تأتي لطلاب في المراحل الأولى وتقرر عليهم مختصر خليل مثلاً، هذا تعذيب لهم، لكن عليك أن تنظر الطلاب، وتشوف المعني بالخطاب، وتشرح على مستواه، هذا كلام الشيخ -رحمه الله-.
ولا العمامة إذ ترخى ذؤابتها ... تصنعاً وخضاب الشيب بالكتمِ
لا تظن أنك بلغت مبلغ من العلم لأنك لابس عمامة وتصبغ لحيتك بالكتم، وما أشبه ذلك، يعني السن لا يكفي لتصدر المجالس أبداً، إنما المعول على التأهل في التحصيل.
ولا بقولك يعني دائباً ونعم ... كلا ولا حملك الأسفار كالبهمِ
يعني لا يعني بقولك دائباً ونعم، يعني نعم هذه ويش معنى: ولا بقولك يعني دائباً ونعم؟ يعني شرحك بيعني دائباً دائماً ونعم، إنما هذه طريقة مألوفة إذا قيل: نعم للطالب، قد يقال: نعم، وقد يقال: بركة، ويقال: حسبك، للبداية سم، ثم حسبك، يكرر كلمة نعم عند الحاجة إليها، يعني لا تتشبه بالمشايخ بألفاظهم، وتظن أنك صرت مثلهم، يعني مجرد تشبهك بألفاظ الشيوخ وسمت الشيوخ، عمامة، وذؤابة وخضاب وكيف يبدأ الدرس؟ وكيف يختم؟ أنت جالست الشيوخ وعرفت هذه الأمور، لكن هذا ما يكفي.