ولذا كان وصف الناس ووصف المجتمع قبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- يوصفون بإيش؟ بالجاهلية، ويوصف من لا يتصف بالعلم بأنه جاهل، ومخالف العلم فيه جاهلية وفيه جهل.
فالجهل أصل ضلال الخلق قاطبة ... . . . . . . . . .
كيف يهتدون بدون علم؟ وضد الهدى الضلال، فالذي لا يهتدي ولا هداية إلا بالعلم لا محالة سوف يضل.
فالجهل أصل ضلال الخلق قاطبة ... وأصل شقوتهم طراً وظلمهمِ
لأن من شرط أو من لازم صحة العمل العلم به قبل، كيف تصلي وأنت لا تدري وأنت لم تتعلم أحكام الصلاة؟! كيف تصوم وأنت لا تعرف أحكام الصيام؟! كيف تحج وأنت لا تعرف أحكام الحج؟! وهكذا، فالذي لا يعرف ولا يعلم هذا جاهل، والجاهل معرض لعبادته بالبطلان، الذي يعبد الله -جل وعلا- على جهل لا شك أنه سوف يقع في عبادته في أخطاء بحيث لا يؤديها على مراد الله وعلى مراد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولذا جاء أمره -عليه الصلاة والسلام- أن نصلي كما رأيناه يصلي، فقال:((صلوا كما رأيتموني أصلي)) وقال أيضاً في المناسك: ((خذوا عني مناسككم)) إذا الشرائع لا تؤخذ إلا عن الأنبياء، فشريعة الإسلام لا تؤخذ إلا عن نبي الإسلام محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومن زعم أن له سبيل وطريق إلى الله -جل وعلا- من غير طريقه -عليه الصلاة والسلام- فهو ضال، ضال هذا، ومن زعم أنه يسعه الخروج عن شريعة محمد -عليه الصلاة والسلام-، ويمكنه الوصول إلى الله -جل وعلا- من غير طريقه فهذا كافر، هذا كافر -نسأل الله العافية-، يعني إذا ساغ هذا في شريعة موسى، وأنه وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، فإنه لا يسع بأي حال من الأحوال أحداً أن يخرج عن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-.
والعلم أصل هداهم مع سعادتهم ... فلا يضل ولا يشقى ذوو الحكمِ