"والخوف بالجهل" يخاف لأنه ما يدري ما أمامه، ما يدري امرأة تصلي وتصوم صوامة قوامة، ومع ذلك تقول لصاحبة لها: الناس إذا ماتوا وين يروحون؟ ما تدري أن هناك سؤال، وهناك إما نعيم دائم أو شقاء دائم وبعد ذلك بعث وحساب، وما تدري، وهي تصوم وتصلي مع المسلمين، سبب ذلك إيش؟ الجهل -نسأل الله العافية-.
والخوف بالجهل والحزن الطويل به ... وعن أولي العلم منفيان فاعتصمِ
لا شك أن أهل العلم في سعادة وفي لذة وفي راحة وفي نعيم، يعني كم يتلذذ الإنسان بتلاوة القرآن، كم يتلذذ الإنسان بالعبادة التي يؤديها على وجهها، كم يتلذذ بقراءة العلم بالاطلاع على أقوال أهل العلم، بأخبار أهل العلم، هذه سعادة لا تعادلها سعادة.
العلم والله ميراث النبوة. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم.
العلم والله ميراث النبوة لا ... ميراث يشبهه طوبى لمقتسمِ
طوبى لمقتسم، من يقتسم ويأخذ نصيبه من هذا الميراث طوبى له ((إنما أنا قاسم والله المعطي)) ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) هذه القسمة، النبي -عليه الصلاة والسلام- قسم ووزع على الناس، لكن الله -جل وعلا- هو المعطي، أعطى فلان وحرم فلان.
لأنه إرث حق دائم أبداً ... . . . . . . . . .
هو الذي يثبت، أما إرث متاع الدنيا فإنه لا يلبث أن يزول، وكم من شخص ورث الملايين ثم بعد ذلك انتهت، لكن من ورث العلم كنز لا يصل إليه لص ولا صائل ولا سارق، ولا يصل إليه أحد، اللهم إلا إذا فرط به صاحبه، حامله إذا فرط به ذهب، وأعظم ذهاب له عدم استغلاله واستعماله فيما يرضي الله -جل وعلا-، أو مخالفته.
لأنه إرث حق دائم أبداً ... وما سواه إلى الإفناء والعدمِ
إرث الأموال وإن طالت وإرث الحطام وإن كثر فإن مآله إلى الفناء والعدم، بحيث لا يصحبه بعد وفاته إلا عمله، ومن أعظم العمل المقرب إلى الله -جل وعلا- العلم بالنية الصالحة.
ومنه إرث سليمان النبوة. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [(١٦) سورة النمل] ماذا ورث؟ ورث النبوة.
. . . . . . . . . والـ ... فضل المبين فما أولاه بالنعمِ