وقد يطلب الإنسان العلم عشرات السنين ولا يكتب له منه شيء يُذكر، يستمر طالب علم، هذا خسران وإلا رابح؟ رابح، ربح كبير، وليس له إلا ما كتب له ((إنما أنا قاسم والله المعطي)) قد يسلك الطريق ويلازم أهل العلم ومن الجادة المعروفة، ويتدرج في العلم، ومع ذلك يتم السبعين والثمانين وما حصل شيء، وأدركنا من هذا النوع نماذج، ما كتب الله لهم علم، ومع ذلك يدخلون في:((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)) ألا يكفي مثل هذا في أن يحدو ويشد من أزر طالب العلم لمواصلة الطلب، ولو لم يدرك علم؟ هذا بحد ذاته يكفي.
وخارج في طلاب العلم محتسباً ... مجاهد في سبيل الله أي كمي
الكمي في النهاية قال: الكمو الستر، وقيل للشجاع: كمي؛ لأنه استتر بالدرع، وهذا مجاهد في سبيل الله استتر بفضل الله ورضوانه عليه ومغفرته وستره لذنوبه وعيوبه.
وإن أجنحة الأملاك تبسطها ... لطالبيه رضاً منهم بصنعهمِ
((وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع)) تبسط أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وذكر النووي والحافظ ابن كثير وصاحب الشذرات وغيرهم أن رجلاً قال: سوف أحضر مجالس العلم وأطأ أجنحة الملائكة، فوضع في نعليه مسامير فلما دخل المسجد ليصنع ما ادعى ساخت به الأرض، يعني خسف به -نسأل الله العافية-، ويذكرون من هذا النوع من الاستهتار بالسنن والعقوبات المعجلة ذكروا لهذا أمثلة، منها ما يذكرها ابن كثير، ومنها ما يذكرها النووي، وذكر أيضاً ابن العماد في الشذرات شيء من ذلك.
ذكروا من ذلك الشخص الذي استاك في دبره، استعمل السواك في دبره، وهذه تواطئوا على ذكرها، قالوا: إنه ابتلي بألم في بطنه وما زال بطنه ينتفخ ينتفخ حتى تم تسعة أشهر فوضع من بطنه قطعة لحم صارت تصرخ بصوت عالي، فجاءت ابنة هذا الرجل فرضختها في حصاة حتى سكتت، هذا كله من شؤم الاستهزاء بالسنة.