للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ} [(٥٥) سورة يوسف] لماذا؟ قبل ذلك بالعلم فضل، بالتأويل فضل على غيره، بتأويل الرؤيا، وهي ضرب من العلم، لا سيما وأنه مؤيد بالوحي، أما من يتخبطون ويتخرصون ويؤولون ما وقع وما لم يقع هؤلاء شأنهم آخر، لكن من أيد بالوحي لا شك أنها من مزاياه ومن فضائله، يوسف لم تظهر فضيلته للعالمين لما رأى العزيز الرؤيا، ولم يجد من يؤولها إلا يوسف ظهر فضله على غيره، واستعمل التأويل في السجن لمن رآها، واستغل هذا العلم في الدعوة، ظهر فضله على الناس، ثم بعد ذلك ظهر فضله بالعدل، والحكم بين الناس بالإنصاف، وهذا كله نتيجة لما علمه الله -جل وعلا-.

كذاك يوسف لم تظهر فضيلته ... للعالمين بغير العلم والحكمِ

وما اتباع كليم الله للخضر الـ ... معروف إلا لعلم عنه منبهمِ

موسى -عليه السلام- قام خطيباً في بني إسرائيل، فسأله سائل من أعلم الناس؟ قال: أنا، الأصل أن يقول: الله أعلم، فقيل له: إن عبدنا فلان بمجمع البحرين، وضع له علامة، إذا وصلت أو وجدت هذه العلامة فتجده، فذهب إليه، فحصل ما حصل، وجلس موسى وصحب الخضر صحبة المتعلم للمعلم، وفعل الخضر أفعال خفيت أسرارها وحكمها على موسى الكليم، وهو من أولي العزم، وهو أفضل من الخضر، لكن مع ذلك لما كان عنده شيء من العلم أُمر بالذهاب إليه، ولهذا لا يستنكف طالب العلم أن يسمع ممن دونه، أو من زميله من مثيله، ولا ينبل طالب العلم حتى يأخذ العلم عن من هو دونه، ومن فوقه، ومن مثيله ونظيره.

وما اتباع كليم الله للخضر الـ ... معروف إلا لعلم عنه منبهمِ

منبهم ومستبهم، يعني لما الخضر قتل الغلام، لما خرق السفينة، لما أقام الجدار هذه أمور انبهمت على موسى، وأما الخضر: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [(٨٢) سورة الكهف] بإلهام الله -جل وعلا- له.

مع فضله برسالات الإله له ... . . . . . . . . .

موسى رسول والخضر ليس برسول، واختلف في نبوته هل هو نبي أو رجل صالح؟ معروف الخلاف عند أهل العلم، لكن موسى رسول، بل من أولي العزم، من أفضل الرسل.

مع فضله برسالات الإله له ... وموعد. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>