{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [(١٤٣) سورة البقرة] من أجل إيش؟ {لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} [(١٤٣) سورة البقرة] لكن الذي لا يدري ما يشهد به كيف يشهد؟ إنما الذي يشهد من عنده العلم بما يشهد به، والجاهل لا يستطيع أن يشهد؛ لأن الشهادة إنما تكون على معلوم لا على مجهول، والجاهل لا يستطيع أن يشهد على مجهول، إذاً لا يشهد إلا العالم.
نكتفي بهذا، نقتصر على هذا القدر، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
يقول: البعض ممن يقرؤون ويكتبون يلتفتون بين الأذان والإقامة، فما هو الفرق بين العامي والمتعلم في الانشغال عن فضيلة الزمان والمكان؟
نعم يوجد التفريط من بعض المتعلمين، التفريط موجود من بعض المتعلمين، والسبب في ذلك أنهم فرطوا في وقت السعة، ولو حفظوا أوقاتهم في السعة لحفظت عليهم في أوقات الحاجة، إذا اشتدت الحاجة إلى مثل هذا العمل الصالح في الأماكن في الأزمان الفاضلة إذا كانوا قد تعرفوا على الله -جل وعلا- في رخائهم عُرفوا في شدتهم، وإلا فالوصية لطالب العلم أن يستغل أنفاسه بما ينفعه في آخرته، ويوصله إلى مرضاة ربه، فقد يقول قائل: والله الآن ما بقي على الإقامة إلا شيء يسير الآن حانت الإقامة، فما يمديني أقوم وأخذ مصحف وأقرأ، يا أخي مد يدك إلى المصحف، وافتح المصحف، وانظر في عهد ربك، واقرأ ما تيسر لك، وما يدريك لعل الإمام يتأخر، فتكون كسبت لك كم آية، وفي كل حرف عشر حسنات، يعني الصفحة الواحدة كم فيها من حسنة؟ الجزء الواحد فيه مائة ألف حسنة، إذا قسمت المائة ألف على العشرين ظهر في الصفحة الواحدة التي تقرأ في دقيقة خمسة آلاف حسنة، يعني حرمان، في دقيقة واحدة تكسب خمسة آلاف حسنة ويقول: لا، ما يمدينا، هذا حرم نفسه، والله المستعان.