{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(٢٨) سورة فاطر] (إنما) أداة قصر وحصر، فالذي لا يعلم عظمة الله -جل وعلا-، وما جاء عن الله فإنه لن يصل إلى هذه الغاية وهي خشية الله -جل وعلا-، كما أنه أيضاً على طريق إيش؟ الطرد والعكس، يعني الذي لا يعلم لا يخشى الله -جل وعلا-، والذي لا يخشى الله -جل وعلا- ليس من أهل العلم؛ لأن الله -جل وعلا- قصر الصفة على الموصوف والموصوف على الصفة {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(٢٨) سورة فاطر] فالذي لا يعلم لا يخشى، من أين؟ موارد الخشية مورد الخشية هو العلم، والذي لا يخشى على طريق العكس أيضاً لا يستحق أن يسمى عالماً.
الأمثال لا يعقلها إلا العالمون، ولذا كثير من أهل العلم إذا استغلق عليه فهم مَثَل من الأمثال اتهم نفسه بقلة العلم؛ لأن الله -جل وعلا- ذكر ذلك {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [(٤٣) سورة العنكبوت] فدل على أن الذي لا يعقل هذه الأمثال التي ضربها الله -جل وعلا- في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- الذي لا يعقل هذه الأمثال ليس بعالم، ولذا هذه الأمثال ينبغي أن تكون محل عناية واهتمام من طالب العلم؛ لأنها ما ضربت عبث.
. . . . . . . . . ... وعقل أمثاله في أصدق الكلمِ
ومع شهادته جاءت شهادتهم ... . . . . . . . . .
{شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} [(١٨) سورة آل عمران].
ومع شهادته جاءت شهادتهم ... حيث استجابوا. . . . . . . . .
حيث استجابوا لأمر الله -جل وعلا-، وأمر رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وامتثلوا، لزموا وسلكوا طريق العلم.
. . . . . . . . . ... حيث استجابوا وأهل الجهل في صممِ
أعرضوا وأصموا آذانهم عن هذا النداء الإلهي والنداء الذي جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والحث العظيم على طلب العلم، أهل الجهل صموا آذانهم، وأهل العلم استجابوا فتعلموا وعملوا وعلموا "وأهل الجهل في صممِ".
ويشهدون على أهل الجهالة بالـ ... مولى إذا اجتمعوا في يوم حشرهمِ