يعني كم فرح الشياطين بموت الأئمة العلماء الربانيين أمثال الشيخ ابن باز والألباني والشيخ ابن عثيمين، هؤلاء وصلت علومهم إلى جميع أصقاع الأرض، وجاء من يبلغهم بهذا، ويسألهم هل نحن من الطلاب أو لا؟ فاختبروهم فوجدوهم كما أمّلوا، اختبروهم، قالوا: تخرجنا على الأشرطة، فوجدوا أضبط من بعض من يحضر الدروس، هذا خير عظيم، هذه منة من الله -جل وعلا-، وآية من آيات الله -جل وعلا- أن يصل العلم في آن واحد في وقت واحد من غير سفر، ومن غير عناء، ومن غير رحلة، كان السلف يرحلون الآلاف من الكيلوات، آلاف الأميال من أجل أن يلتقوا بالعالم فلان، ويأخذوا عنه علمه، ثم يرجعون إلى بلدانهم بعد سنين، الآن بالإمكان أن يرحل في يوم ويرجع، هذا إذا ارتحل، أو يصل إليه علم فلان وعلان من أقصى الدنيا في ضغطة زر، فما بقي الآن لأحد حجة، فاتسع النفع واتسع الانتفاع، والحمد لله.
كما منافعه في العالم اتسعت ... وللشياطين أفراح بموتهمِ
تالله لو علموا شيئاً لما فرحوا ... لأن ذلك من أعلام حتفهمِ
حتى الشياطين لو علموا بأن موت هذا العالم علامة لحتفهم كيف؟ لأن قبض العلماء علامة على قرب الساعة، وقرب الساعة ليس من مصلحة هؤلاء الشياطين؛ لأنهم يؤولون إلى دار الجزاء التي ليس لهم فيها إلا النار -نسأل الله السلامة والعافية-.
تالله لو علموا شيئاً لما فرحوا ... لأن ذلك من أعلام حتفهمِ
هم الرجوم بحق كل مسترقٍ ... سمعاًَ كشهب السماء أعظم بشهبهمِ
هم الذين يحرقون هؤلاء الشياطين، ويقضون على شبههم وتلبيسهم، فهم الرجوم لهؤلاء الشياطين، كما أنهم أيضاً هم الماحق والساحق لهذه الشبه التي يلقيها شياطين الإنس والجن.
لأنها لكلا الجنسين صائبة ... . . . . . . . . .
هذه الشهب وهذه السهام سهام الحق التي تصدر من أهل العلم المحققين لأهل الشبه.
لأنها لكلا الجنسين صائبة ... شيطان إنس وجن دون بعضهم
لا شك أنهم شجىً في حلوق الشياطين شياطين الإنس وشياطين الجن.
ثم قال:
"هم الهداة" يعني العلماء.
هم الهداة إلى أهدى السبيل وأهـ ... ـل الجهل عن هديهم ضلوا لجهلهمِ