للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موت العالم ثلمة لا تسد، فلا شك أن مصاب الناس بالعالم الذي يهديهم ويدلهم إلى الصراط المستقيم، وإلى الطريق الأقوم لا شك أنه أمره عظيم جداً، وخسارة فادحة لا تعوض، وأدركتم شيئاً من ذلك، يعني خسرت الأمة بفقد علمائها بما لا يمكن تعويضه، ولا شك أن موت العالم ثلمة.

وموت قوم كثير العد أيسر من ... حبر يموت مصاب واسع الألمِ

الحبر: واحد الأحبار، وأهل اللغة يقولونه بالكسر، وأهل الحديث يقولونه بالفتح.

يقول:

كما منافعه في العالم اتسعت ... وللشياطين أفراح بموتهمِ

منافع العالم اتسعت، وإذا كان اتساع منفعة العالم في أزمان مضت اتساع محدود في بلده، وبواسطة من ينقل عنه العلم من طلابه، أو بواسطة كتبه التي ألفها، وسارت في الآفاق، منافعه اتسعت بهذه الطريقة، يأتي طلاب من الآفاق يحملون عنه، ويبلغون أقوامهم، أو بمؤلفاته التي تنتشر ويعم نفعها، لكن الآن اتسع الانتشار اتساعاً لا يجعل لأحد أدنى حجة من البذل، يعني بعض الناس كان يتعذر بأنه لا يرى السفر مثلاً، أو يشق عليه السفر، الآن ما له حجة وهو في بيته في مكتبه في مكتبته في بيته يبلغ إلى الآفاق بواسطة هذه الآلات، والأشرطة وصلت إلى أقاصي الدنيا، والبث أيضاً وصل، والأسئلة ترد من الشرق ومن الغرب في وقت واحد، من استراليا ومن كندا في ظرف واحد ترد.

كما منافعه في العالم اتسعت ... وللشياطين أفراح بموتهمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>