يا طالب العلم لا تبغي به بدلاً ... فقد ظفرت ورب اللوح والقلمِ
لأنك في طريقك إلى أن تكون من الهداة من العلماء الذين تقدم ذكر فضلهم في النصوص، وفي كلامه السابق -رحمه الله-.
"لا تبغي به بدلاً" ويوجد -ولله الحمد- من طلاب العلم من صبروا وصابروا وثابروا واستمروا السنين كما أنه وجد من ترك الطلب لا سيما لما شاعت واشتهرت التجارة الرابحة في أسرع مدة وأقصر وقت، كتجارة الأسهم، يعني فقدنا بعض الطلبة، يعني لا ننكر أننا خسرنا بعض الطلبة، فقد تركوا وابتغوا بدلاً من العلم، واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، وانساقوا وراء الأسهم، ثم بعد ذلك حصل ما حصل من الكوارث والخسائر الفادحة، وندموا ولات ساعة مندم، وصعب عليهم الرجوع، وبعضهم رجع، ولذا يقول:
يا طالب العلم لا تبغي به بدلاً ... فقد ظفرت ورب اللوح والقلمِ
ما الذي كسبه من أعرض عن العلم بعد أن حفظ كتاب الله وشيئاً من سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وحفظ بعض المتون، ثم انصرف عنها إلى البديل إلى الحطام الفاني، ثم نسي ما حفظ، ما نسبة ربحه إلى خسارته، لا نسبة بين الخسارة والربح في هذه الصورة ألبتة، لا نسبة بين خسارته وربحه، افترض أنه كسب الدنيا بحذافيرها، ولا يعرف قدر الدنيا إلا العارفون بالله -جل وعلا- وبموعوده، وما ثبت عنه وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام-، المطلعون على سيرة النبي -عليه الصلاة والسلام- وكيفية عيشه ونظرته إلى هذه الدنيا.
سعيد بن المسيب لما جاءه الخاطب يخطب ابنته للوليد بن عبد الملك ابن الخليفة، وقال له: جاءتك الدنيا بحذافيرها، ما قال: فرصة، نتفرغ للعلم، والدنيا تأتي من هذا الطريق، قال: لا، جاءتك الدنيا بحذافيرها، قال: إذا كانت الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فماذا ترى يقص لي من هذا الجناح، هؤلاء هم الذين يعرفون قدر الدنيا.
يا طالب العلم لا تبغي به بدلاً ... فقد ظفرت ورب اللوح والقلمِ
وقدس العلم. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
العلم جاءت النصوص بتقديسه وتعظيمه والرفع من شأنه، فارفع من شأنه وقدسه وعظمه في نفسك وفي غيرك.
وقدس العلم واعرف قدر حرمته ... في القول والفعل والآداب فالتزمِ